في إطار دعمه المتواصل للرئيس المنتخب دونالد ترامب، كشفت وثائق مؤخراً أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك قدّم تمويلا لمجموعة غامضة سعت إلى إقناع الناخبين في الأيام الأخيرة برفض قانون الإجهاض.
فقد أظهرت ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية التي تم إصدارها في وقت متأخر من يوم أمس الخميس، أن ماسك ضخ 20.5 مليون دولار إلى مجموعة تدعى " RBG PAC" قبل أيام قليلة من انتخابات 5 نوفمبر إذ كان المتبرع الوحيد المعلن عنه، وفق ما أفادت صحيفة "واشنطن بوست".
فيما نشرت حسابات تحمل نفس اسم super PAC ، على يوتيوب وفيسبوك، إعلانات قصيرة تضم نساء يقلن إن ترامب وعد بأنه لن يوقع على قانون حظر الإجهاض الوطني إذا انتُخب.
وكان الديمقراطيون رفضوا بشدة هذا الادعاء أثناء الحملة الرئاسية، قائلين إنه لا يمكن الوثوق في ترامب لحماية حقوق الإجهاض.
تعليقات متضاربة
كما استشهدوا بتعليقاته المتضاربة حول هذه القضية وتعيين قضاة المحكمة العليا الذين ساعدت أصواتهم في إلغاء قضية رو ضد وايد في عام 2022.
في حين أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة Edison Research يوم الانتخابات انقسامات بين مؤيدي نائبة الرئيس هاريس وترامب بشأن الإجهاض.
وقال حوالي 65 في المائة من جميع الناخبين إن الإجهاض يجب أن يكون قانونيًا في معظم الحالات أو كلها. من بين 31 في المائة الذين قالوا إنه يجب أن يكون غير قانوني في معظم الحالات أو كلها، كانت الغالبية العظمى من ناخبي ترامب.
حملة مكثفة لصالح ترامب
وبينما لم يكن ماسك، أحد أكبر المتبرعين لترامب وأقرب المقربين منه، مرتبطا علنا بـ RBG PAC حتى كشفت ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية ليلة الخميس عن تمويلها.
كما أظهرت ملفات أخرى صدرت أمس أيضا أن الملياردير قام بحملة مكثفة لصالح ترامب بعد تأييده له في يوليو، حيث تبرع بأكثر من ربع مليون دولار لدعم ترامب والمرشحين الجمهوريين الآخرين حتى أواخر نوفمبر.
وخلال حملة ترامب، ركز ماسك في منشوراته على الإنترنت ومقابلاته وبجانب الرئيس السابق في التجمعات إلى حد كبير على سياسات المرشح بشأن الجريمة والهجرة والاقتصاد.
كذلك تحدث الرئيس التنفيذي لشركة تسلا بشكل أقل بكثير عن موقف ترامب من الإجهاض، لكنه قال في قاعة المدينة قبل وقت قصير من الانتخابات أنه "إذا كان الطفل قادرا على البقاء على قيد الحياة خارج الرحم، فلا يمكن إجهاضه"، وفقا لمقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أعرب ماسك الذي أنجب ما لا يقل عن 11 طفلاً من نساء متعددات، بشكل متكرر عن قلقه بشأن انخفاض معدلات المواليد في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغنية. وقال إنه من الضروري أخلاقيا إنجاب الأطفال حتى يتجنب العالم "انهيار السكان".
يشار إلى أن ماسك عزز موقفه هذا في منشور أمس عبر فيه عن قلقه بشأن انخفاض معدلات المواليد إلى أكثر من 200 مليون متابع له على شبكته الاجتماعية "إكس"، مضيفًا: "لقد تم غسل أدمغة الناس للانتحار الحضاري". (العربية)