لم تشغل المعارك وأجواء الحرب السوريين من أبناء حماة وحمص في إحياء حالة التنافس القديمة والطريفة بين المحافظتين الجارتين على "براءة اختراع" حلاوة الجبن الشهيرة.
وحلاوة الجبن حلوى تقليدية تشتهر في سوريا تصنع من الجبن والسميد والسكر ويضاف لها ماء الزهر وتأخذ شكل لفافات طويلة محشوة بالقشطة العربية أو تكون "سادة" من غير حشو وعادة ما تزيّن بالفستق الحلبي ويرش عليها القطر.
ويتنافس أهالي حمص وحماة منذ عقود على أصل الحلوى أو "براءة اختراعها" فمنهم من ينسبها لحماة ويرجع ذلك إلى غنى المحافظة وريفها الواسع بالمواد الأولية اللازمة لتصنيعها من حليب وقشطة وجبن وأن اختراع هذه الحلوى قبل عشرات السنين كان بغرض حفظ واستثمار أفضل لهذه المواد.
وبينما يقر بعض أهالي حمص الجارة بهذه النظرية وينسب لمحافظته فقط تطوير تلك الحلوى وتسويقها داخل سوريا وخارجها انطلاقا من موقعها المتوسط، يصر البعض على أنها براءة اختراع حمصية 100%، في حين أن فريقا ثالثا أقل عددا يختلف مع أهالي المحافظتين وينسب أصل حلاوة الجبن إلى طرابلس اللبنانية.
ومع انتشار مقاطع الفيديو لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية على حماة انتشرت مقاطع توزيع حلاوة الجبن على الأهالي والمقاتلين والإعلاميين الذين كانوا برفقتهم على الرغم من سماع أصوات إطلاق النار واستمرار المعارك على أطراف المدينة.
وحرص الموزعون ومن يقوم بتناول الحلوى على إضفاء نوع من الطرافة والفكاهة على الحدث بالتأكيد على أن حلاوة الجبن حموية وليست حمصية بانتظار أن تسيطر فصائل المعارضة على حمص لكي يعترفوا ببراءة الاختراع لأهالي حمص.
وخلال الاحتفالات رد بعض من يقومون بتوزيع الحلوى الشهيرة بأن حلاوة الجبن حمصية إلا أن أهالي حمص سيتخلون عن المطالبة ببراءة الاختراع بشكل مؤقت لمشاركة أهالي حماة أفراحهم باستعادة مدينتهم.
ولم ينحصر التنافس على السوريين حيث امتد إلى طرابلس اللبنانية التي شاركت أهالي المحافظتين الجارتين في سجالهما الطريف على أصل حلاوة الجبن.
وتستمر المعارضة السورية في هجومها المفاجئ وغير المسبوق في شمال غرب البلاد، حيث حققت خلال أسبوع تقدما كبيرا أكسبها معظم مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية، واستكملت السيطرة على محافظة إدلب المجاورة، لتسيطر بعدهما على مدينة حماة وتتقدم باتجاه حمص وسط البلاد.
وكانت المعارضة المسلحة أعلنت الأسبوع الماضي بدء ما سمتها "معركة ردع العدوان"، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية" لحشود الجيش السوري التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.
كذلك، أطلقت فصائل تابعة "للجيش الوطني السوري" معركة أخرى تحت اسم "فجر الحرية" في الريف الشمالي لمحافظة حلب تمكنت خلالها من السيطرة على عدة مدن وبلدات ومطارات عسكرية. (الجزيرة نت)