رأى خبراء أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد سيؤدي إلى تغيير الحسابات الإسرائيلية المتعلقة باستهداف إيران.
واستنفر الجيش الإسرائيلي قواته في الجولان السوري المحتل، ونفذ تقدماً برياً داخل سوريا بالإضافة إلى سلسلة واسعة من الغارات الجوية على مواقع ومصانع عسكرية سورية، بحجة "منع انتقال أسلحة خطيرة لحلفاء إيران أو الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري".
كذلك، شهدت الأيام الأخيرة انسحاباً إيرانياً واسعاً من سوريا، وذلك على إثر سيطرة فصائل مسلحة على مدن سورية عدة، منها العاصمة دمشق.
استراتيجية جديدة
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ، إن "سقوط نظام الأسد حقق لإسرائيل هدفاً كبيراً يتمثل في إبعاد إيران وحرسها الثوري عن أراضيها، وأن المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ستكون مضطرة لوضع استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران".
وأوضح صباغ لـ"إرم نيوز"، أن "الحسابات الإسرائيلية ستتغير بشكل كبير في ما يتعلق بتوجيه الضربات العسكرية لإيران؛ إذ ستبدأ تل أبيب بالبحث عن جبهة جديدة لتوجيه الضربات غير المباشرة لطهران وحلفائها".
وأشار إلى أن "من الجبهات المحتملة لتصفية الحسابات الإسرائيلية مع إيران قد تكون العراق بشكل رئيس والتي لديها الكثير من الجماعات المسلحة الموالية لطهران، واليمن بشكل ثانوي والتي بها ميليشيا الحوثي التي تعتبر ذراعاً عسكرية للإيرانيين".
وأضاف أن "إسرائيل تخلصت من الإيرانيين في سوريا؛ إلا أن الفصائل المسلحة التي اقتربت من الحدود تشكل خطراً كبيراً عليها، ويمكن أن تضطر لتوجيه ضربات عسكرية لها بين الحين والآخر".
ورأى صباغ أن "لدى إسرائيل خياراً آخر يتمثل في ضرب العمق الإيراني، وهو ما سيدفع نحو ضربات عسكرية متبادلة بين الجانبين، ستكون في نهاية المطاف سبباً في اشتعال أخطر مواجهة بالشرق الأوسط، وهو الأمر الذي لا يريده المجتمع الدولي".
3 خيارات
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، إن "المواجهة بين إيران وإسرائيل على إثر التغيرات الجذرية في المنطقة وسقوط نظام الأسد ستكون صعبة، خاصة وأنها من الممكن أن تؤدي لحرب طويلة الأمد بين القوى العظمى بالمنطقة".
وأوضح جبارين لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل أمام 3 خيارات رئيسية للتعامل مع المعادلات الجديدة، الأول إظهار أكبر قدر من القوة من خلال ضربات مباشرة لإيران وحلفائها في مختلف الجبهات".
ورأى أن "إسرائيل يمكن أن تحصل على الدعم الأمريكي بعد تنصيب الرئيس الجديد دونالد ترامب؛ إلا أن إدارته ستفضل الخيار الثاني والمتمثل في هدوء بين الجانبين لأطول فترة ممكنة، يضمن لواشنطن العمل على إيجاد حلول للكثير من الملفات الدولية العالقة".
أما الخيار الثالث، وفق المحلل السياسي، فيتمثل في "استمرار المواجهات غير المباشرة ومحاولة إيران دفع حلفائها بالمنطقة لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، إلى جانب ضرب أهداف للجانبين بطريقة غير معلنة، وذلك سيدفع بكل الأحوال لمواجهة مباشرة بينهما".
واعتبر جبارين، أن "إسرائيل وبالرغم من إمكانية إبرام اتفاقيات لوقف إطلاق النار على حلفاء إيران الاستراتيجيين، إلا أنها ستكون مضطرة للاستعداد لفترة طويلة من التوتر الأمني والعسكري".
ولفت إلى أن "المواجهة الأعنف بين الجانبين باتت أقرب من أي وقت مضى"، وفق قوله. (إرم نيوز)