ذكر موقع "عربي 21" أنّ قرار منح اللجوء لبشار الأسد وأسرته في روسيا فاجأ الكثير من المراقبين والمسؤولين الروس، الذين اعترفوا بأنهم لم يتوقعوا التطورات السريعة التي شهدتها الساحة السورية في الآونة الأخيرة.
ووفقًا لمصادر روسية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من اتخذ القرار شخصيًا، حيث إنه وقع على الوثائق الرسمية التي منحت الأسد وعائلته حق اللجوء في روسيا. وبحسب المتحدثين الروس، فقد تم منح اللجوء لأسباب "إنسانية" في إطار الحفاظ على حياة الرئيس السوري وأسرته في ظل تصاعد تهديدات المعارضة السورية.
ويرى مراقبون أن القرار جاء نتيجة لمعادلات سياسية معقدة بين موسكو والدول الغربية والشرق الأوسط، حيث إن روسيا ستظل تمسك بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط وتعزز من وجودها الاستراتيجي في المنطقة.
ومع دخول هذا القرار حيز التنفيذ، فقد أصبح الأسد وأسرته على الأراضي الروسية بشكل رسمي، ما يمثل تحولًا كبيرًا في وضعهم، وهو ما قد تكون له تبعات سياسية على الساحة الدولية، وكان لافتًا أن العلم الخاص بالمعارضة السورية قد بدأ يرفرف فوق السفارة السورية في موسكو، في خطوة غير مسبوقة تعكس التغيير الكبير في العلاقات بين الدولتين.
ومنح اللجوء للأسد وأسرته في روسيا يعني أن موسكو قد تكون بصدد تغيير موقفها تجاه النظام السوري، رغم تأكيدها المستمر على دعمها لبشار الأسد طوال سنوات الحرب. ويبدو أن هذا القرار قد يكون بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين الدولتين، وربما يشير إلى تحول في الاستراتيجية الروسية تجاه سوريا بعد أن وصلت الحرب إلى مرحلة جديدة.
من جهة أخرى، فإن هذا التحرك قد يعزز من موقف المعارضة السورية، خاصة إذا استفادت من هذه التطورات السياسية لتقوية موقفها دوليًا. كما أن هذا القرار قد يضع موسكو في موقف حرج على الساحة الدولية، وستكون مضطرة لتقديم تبريرات لداعميها التقليديين حول الموقف من الأسد، خاصة أن الغرب لا يزال يرفض منح الأسد أي شرعية دولية. (عربي 21)