في الوقت الذي تعيش مئات العائلات السورية على أمل العثور على أحبائها وأولادها ممن اختفوا في سجن صيدنايا أو اعتقلوا منذ سنوات وانقطعت الأخبار عنهم، انشغلت العاصمة دمشق بما حدث في مستشفى المجتهد.
فقد نشرت إدارة العمليات على أبواب المستشفى الشهير صوراً لجثث معتقلين وجدتهم في السجن، ما أدى إلى توافد عشرات العائلات إلى هناك بحثا عن أبنائهم.
ولعل المشهد الأصعب، هو اجتماع الناس أمام الصور المعلقة وتدافعهم لرؤيتها، ثم سماع الصرخات ممن وجد أحداً من أبنائه أو عائلته.
كما اتضح وصول عشرات الجثث مجهولة الهوية إلى مستشفى المجتهد بدمشق، دون أي تفاصيل أو معلومات حولها. لكن الأهالي أكدوا أنهم وعدوا ببدء فحص الجثث خلال ساعات ومعاينتها.
وأضاف أحدهم أن الفحص سيشمل البصمات واختبارات الـDNA، لعلها تفي بالغرض وتمكن الناس من معرفة مصير أبنائها.
أما الفيديوهات الصعبة، فانتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب بصدمة لا توصف.
كذلك انهالت التعليقات التي تتحدث عن الإجرام الذي عاشه السوريون خلال السنوات السابقة، والذي اتضح أكثر وأكثر بعد سقوط النظام وفتح أبواب المعتقلات.
وجاءت هذه الحادثة متزامنة مع تحذير وجهته اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقالت إنه هام.
إذ دعت اللجنة عائلات المفقودين إلى عدم محاولة العثور بأنفسهم على جثث أقربائهم أو نبش المقابر لأن ذلك قد يعيق عملية التعرف على الجثامين.
وقال المتحدث باسم اللجنة كريستيان كاردون إن ملف المفقودين "محوري ليس فقط اليوم بل أيضا في المستقبل"، وفق ما نقلت فرانس برس
كما أوضح أن "هذا أمر أساسي حتى لو شعرت الأسر برغبة جامحة في الذهاب إلى بعض الأماكن التي لم تتمكن من الوصول إليها خلال سنوات الحرب والقيام بمبادرة فردية"، مشددا على أهمية "الاعتماد على الطب الشرعي الأساسي للتمكن من تحديد هوية الأشخاص".
عشرات الجثث
يشار إلى أن الصليب الأحمر كان أعلن على منصة إكس، أمس الثلاثاء أن فريقا من اللجنة الدولية تمكن من زيارة سجن صيدنايا "ولاحظ أن العديد من الوثائق الخاصة بالمعتقلين قد تضررت وتبعثرت في غرف عدة".(العربية)