أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن سوريا أمام فرصة تاريخية لتأسيس حكومة حقيقية لأول مرة منذ عقود، بعيداً عن هيمنة نظام ديكتاتوري مثل الأسد، مشددًا على أن أي حكومة انتقالية يجب أن تكون شاملة وتعمل على تدمير الأسلحة الكيمياوية.
وأشار إلى توافق مع الشركاء الإقليميين على مقاربة موحدة لمنع استغلال الأوضاع لخدمة المصالح الشخصية.
وحذّر بلينكن، الخميس، من إثارة المزيد من النزاعات في سوريا، بعد أيام على إطاحة الفصائل المسلحة المعارضة الرئيس بشار الأسد.
وقال بلينكن للصحافيين قبيل مغادرته الأردن متوجها إلى تركيا ضمن جولته لبحث الأزمة السورية إنه عندما يتعلق الأمر بالعديد من الجهات الفاعلة التي لديها مصالح حقيقية في سوريا، فمن المهم فعلا في هذا الوقت أن يحاول الجميع تجنب إثارة أي نزاعات إضافية".
فيما أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم (الخميس)، أن الخطوة الأولى لتحقيق تهدئة شاملة بالمنطقة هي وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، مشدداً خلال لقائه وزير الخارجية الأميركية في العقبة أن تحقيق هذه الخطوة يستدعي تحركا دوليا فوريا وجادا.
وجدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، ومنع انجرار المنطقة نحو المزيد من الصراعات، مشيراً إلى الدور المحوري للولايات المتحدة في استعادة الاستقرار بالإقليم، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الأردنية «بترا».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن أبلغ العاهل الأردني بأن واشنطن تدعم الانتقال الشامل الذي يمكن أن يؤدي إلى حكومة سورية مسؤولة وممثلة يختارها الشعب السوري، مشدداً على دعم بلاده لاستقرار جيران سوريا، بما في ذلك الأردن، خلال هذه الفترة الانتقالية.
وذكرت الخارجية في بيان أن بلينكن الذي وصل إلى الأردن في زيارة تشمل عَمان وأنقرة، أكد على أهمية احترام جميع الأطراف الفاعلة في سورية لحقوق الإنسان؛ والتمسك بالقانون الدولي؛ واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، بما في ذلك أفراد الأقليات؛ وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر سوريا، ومنع استخدامها كقاعدة للإرهاب وضمان تأمين أي مخزونات من الأسلحة الكيمياوية وتدميرها بأمان.
ولفت إلى أن بلاده ستعترف بحكومة سورية مستقبلية ترقى إلى مستوى هيئة حاكمة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية وتدعمها بشكل كامل إذا كانت عملية الانتقال شاملة وشفافة.