Advertisement

عربي-دولي

أسرار جديدة تنكشف.. لماذا امتنع الجيش السوري عن القتال؟

Lebanon 24
14-12-2024 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1292574-638697746723981359.jpg
Doc-P-1292574-638697746723981359.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كان المجند السوري فرحان الخولي (23 عاماً) بحالة معنوية سيئة ويتقاضى راتباً شهرياً زهيداً، في موقعه العسكري بمكان قاحل قرب مدينة إدلب شمالي سوريا، التي كانت حينها المدينة الوحيدة الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.
Advertisement

وكان من المفترض أن يضم موقعه العسكري 9 جنود، لكن لم يكن هناك سوى 3، بعد أن قدم بعضهم رشوى إلى الضباط القياديين مقابل الهروب من الخدمة، في حين أن أحد المتبقين اعتبر غير لائق ذهنيا لحمل السلاح، وفق ما نقلته عنه وكالة "رويترز".

وفي 27 تشرين الثاني الماضي، تلقى الخولي اتصالاً هاتفياً من الضابط المسؤول عنه خلف خطوط القتال، ليخبره أن سنوات الهدوء انتهت وأن المقاتلين يتوجهون من إدلب نحوه، آمراً وحدته بالتمسك بموقعها والقتال.

لكن الخولي وضع هاتفه على وضع الطيران، وارتدى ملابس مدنية، وترك سلاحه فارا نحو منزله. وبينما كان عائدا إلى الجنوب، وجد مجموعات أخرى من الجنود تفر من مواقعها رغم الأوامر بالقتال.

وتحدثت "رويترز" إلى عشرات المصادر، بما في ذلك اثنان منشقان من الجيش السوري، و3 ضباط سوريين كبار، واثنان من قادة المجموعات العراقية الذين يعملون مع الجيش السوري، ومصدر أمني سوري، ومصدر مطلع على شؤون حزب الله، أحد الحلفاء العسكريين الرئيسيين للرئيس السوري السابق بشار الأسد.

ورسمت المصادر، إلى جانب وثائق استخباراتية عثرت عليها رويترز في مكتب عسكري مهجور في العاصمة، صورة مفصلة لكيفية تآكل جيش الأسد الذي كان يخشاه الجميع في السابق، بسبب تدهور معنويات القوات والاعتماد الشديد على الحلفاء الأجانب، خاصة فيما يتعلق بهيكل القيادة، والغضب المتزايد بين صفوف الجيش إزاء الفساد المستشري.

اعتماد على الحلفاء
منذ عام 2011، أصبحت قيادة قوات النظام السوري تعتمد على القوات الإيرانية الحليفة والقوات اللبنانية والعراقية لتوفير أفضل الوحدات القتالية في سوريا، بحسب جميع المصادر العليا.

ولكن الكثير من المستشارين العسكريين الإيرانيين غادروا بالأشهر الماضية بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، وغادر الباقون الأسبوع الماضي، حسبما قال قادة المجموعات العراقية.

وقال مصدر مطلع إن مقاتلي حزب الله وقادته غادروا بالفعل في تشرين الأول 2023 للتركيز على الحرب مع إسرائيل.

كذلك، قال عقيد سوري ومصدران أمنيان سوريان ومصدر أمني لبناني مطلع إن مركز القيادة والسيطرة المركزي للجيش السوري لم يعد يعمل بشكل جيد بعد مغادرة الضباط الإيرانيين وحزب الله، وإن الجيش يفتقر إلى إستراتيجية دفاعية.

لا خطط واضحة
ومع انطلاق الهجوم على حلب، لم تُمنح وحدات الجيش خطة واضحة ولكن طُلب منها أن تعمل على حل الأمر بنفسها أو التراجع إلى مدينة حمص لمحاولة إعادة التجمع، وفق ما قال مصدران أمنيان سوريان لرويترز.

وما إن سيطرت قوات المعارضة على حلب دون قتال كبير، استشرت حالة الصدمة بين صفوف الجيش السوري، فبقي جيشا يفتقر إلى التماسك وناقص العدد.

وفي عام 2020، كان لدى الجيش 130 ألف عنصر، وفقا لتقرير التوازن العسكري الصادر عن معهد الدراسات الإستراتيجية الدولية، ووصفه بأنه مستنزف بشدة بسبب الحرب الطويلة وتحول إلى منظمة غير منتظمة الهيكل على غرار المليشيات التي تركز على الأمن الداخلي.

إحباط من الأجور
ووصفت مصادر الجيش السوري الضباط والجنود على حد سواء بأنهم محبطون بسبب الأجور المنخفضة باستمرار حتى بعد الانتصارات العسكرية المؤلمة في وقت سابق من الحرب، في حين تزداد عائلة الأسد ثراء، في ظل إجبار الكثيرين على البقاء بالخدمة الإلزامية بعد انتهاء مدتها.

ووفق وثيقة عثرت عليها رويترز، حذرت إدارة المخابرات الجوية السورية رجالها من "العقاب دون تساهل إذا لم يقاتلوا"، غير أن أعداد الجنود الفارين واصلت الارتفاع.

وشاهد سكان المدن السورية، وفي العديد من مقاطع الفيديو التي بدأت تنتشر على الإنترنت، الجنود وهم يتخلون عن مواقعهم، ويغيرون ملابسهم إلى ملابس مدنية في الشوارع.

تزايد الغضب
وقال ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية إن الغضب كان يتراكم على مدار الأعوام الماضية نتيجة سوء الأحوال المعيشية إذ لم يكن راتب العسكري يتجاوز ما يقدر بـ40 دولارا، مضيفا أن هناك "استياء متزايدا ضد الأسد"، بما في ذلك بين أنصاره من العلويين.

وقال العقيد مخلوف مخلوف، الذي خدم في لواء الهندسة، إنه إذا اشتكى أي شخص من الفساد، فإنه كان يُستدعى للاستجواب في محكمة عسكرية، مؤكدا " كنا نعيش في مجتمع مخيف ونخشى أن نقول كلمة واحدة".

ونقلت رويترز عن قائد مجموعة قتالية عراقية قوله إنهم غالبا ما كانوا يدعون جنود الجيش السوري لتناول الطعام معهم من دافع الشفقة، لأن حصصهم الغذائية لم تكن تكفيهم.

وقال مستشار عسكري عراقي كان في سوريا "لقد خسرنا معركة سوريا من اليوم الأول"، نظرا لافتقار جنود الجيش السوري للرغبة بالقتال، واكتشاف القوات العراقية أن قنوات الاتصال انقطعت مع الإيرانيين.

الأسد تفاجأ
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كشف بعد سقوط بشار الأسد أنه في زيارته الأخيرة له وجد الرئيس المخلوع متفاجأ من سلوك جيشه.

مضيفا "كان من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب للجيش السوري حتى في الحكومة السورية".

وكانت إيران أكدت بعد سقوط النظام السوري أن واجبها "لم يكن القتال مكان الجيش السوري"، بإشارة إلى اتهامها بعدم القتال من أجل بقاء الأسد، وانتقادا لعناصر الجيش الذين فروا.

وقبل 4 أيام من سقوطه، أصدر الأسد مرسوما يقضي بزيادة رواتب العسكريين بنسبة 50%، غير أن فرار الجنود تواصل.

ونقلت وكالة رويترز عن جندي سابق في الخدمات اللوجستية بالجيش (28 عاما) قوله إنه "قاتل لسنوات من أجل الأسد ولديه أبناء عم بين فصائل المعارضة"، هاتفا "لا أعرف كيف أصف سعادتي حين علمت بتقدمهم". (الجزيرة نت)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك