قدمت شبكة "إن بي سي نيوز" في تقرير لها، لمحة عن قصر حديث وفاخر يقع فوق جبل يطل على العاصمة السورية دمشق، كان يمتلكه الرئيس السوري السابق بشار الأسد، والذي أصبح هو أيضاً شاهداً على نهاية عهد عائلة حكمت سوريا على مدار 5 عقود.
وبعد جولة في القصر الفاخر الذي كان مليئاً بالفوضى وكأنه تعرض للسرقة، كشفت شبكة "إن بي سي" الأميركية التي سمح لها باستكشافه عن بعض ما يوجد داخله، كغرفة النوم الرئيسية وغرفة الطعام ومكتبة الأسد.
وفي تقريرها، قالت الشبكة إن "غرفة النوم الرئيسية الخاصة ببشار الأسد وزوجته أسماء، محصنة ومحاطة بأبواب مضادة للرصاص سُمكها عدة سنتيمترات".
وعن غرفة الطعام، فكانت واسعة ومبطنة بالرخام تتوسطها طاولة تتسع لـ6 أشخاص، تتدلى فيها ثريات ضخمة والتي يبدو أنها مصنوعة من أجود أنواع الكريستال، وفق التقرير.
وفي داخل القصر، كانت هناك أيضاً غرفة محترقة يغطيها الرماد، إلى جانب غرفة أخرى محتوياتها مبعثرة، كأنها تعرضت للسرقة، بالرغم من بقاء الأعمال الفنية ثابتة على الجدران، بالإضافة لوجود أبواب مرصعة بـ"عرق اللؤلؤ".
وبحسب التقرير، كانت السلالم جديدة كأنه جرى تجديدها حديثاً، حيث لا يزال السجاد عليها مغلفاً بأكياس من البلاستيك، فيما هناك أيضاً قطع أثاث باهظة الثمن، مما يعطي الانطباع بأن الأسد كان يخطط للبقاء في السلطة لفترة طويلة.
وكان القصر مجهزاً بعيادة طبية، ويوجد أيضاً غرفة لحلاق الرئيس، فيها كرسي مصنوع من الكروم والجلد.
أما بخصوص المكتبة في منزل الأسد، قال التقرير إنها "واسعة ومصنوعة من أرفف خشبية، تستقر عليها كتب عديدة"، مضيفاً أن "المكتبة تحتوي على قصص قصيرة للأطفال الصغار، وكتب إرشادية عن عدة دول منها أوروغواي وكرواتيا والسودان".
وتتضمن قائمة الكتب التي كان الأسد يقرأها، نسخة من كتاب المخرج الأميركي مايكل مور "يا رجل، أين بلدي؟"، وهو كتاب صدر عام 2003، والعنوان مستوحى من فيلم "يا رجل، أين سيارتي؟"، عام 2000، وفق تقرير الشبكة الأمريكية.
وفي هذا الكتاب، يسخر المخرج مور، من السياسات الأمريكية، ويشن هجوماً لاذعاً على إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، كما ينتقد دور الشركات الكبرى، ويعارض حرب العراق 2003، ويشكك في الإجراءات الأمنية للإدارة الأمريكية بعد حادث 11 أيلول 2001.
ووُجد في المكتبة أيضاً، كتاب آخر بعنوان "كل ما تبقى: حياة في الموت" لعالمة التشريح وأنثروبولوجيا الطب الشرعي سو بلاك، وهو مذكراتها في العمل بمناطق الحرب والكوارث،
وصدر هذا الكتاب عام 2018، وتركز فيه المؤلفة على رفات الموتى ومواقع الدفن ومسارح العنف والقتل والتشريح الجنائي، وتسرد خبراتها من واقع التحقيق في الوفيات الجماعية بسبب الحرب أو الحوادث أو الكوارث الطبيعية.
وختمت الشبكة الأميركية تقريرها بالقول: " بعد رحيله من سوريا، بدأت حقيقة ما حدث في ظل حكمه تتكشف تباعاً، ففي حين عاشت عائلة الأسد حياة مرفهة، كان نظامهم يسجن ويعذب ويقتل الآلاف من مواطنيه".
ويذكر أن بشار الأسد هرب من دمشق إلى العاصمة الروسية موسكو، ومنحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حق اللجوء الإنساني مع عائلته، بعد إسقاط نظامه من قبل فصائل سورية مسلحة شنت هجوماً سيطرت فيه على المدن الكبرى ثم طوّقت العاصمة دمشق ودخلتها فجر الأحد الماضي. (24)