Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Guardian": كم من الوقت سيمرّ قبل أن تحصل إيران على السلاح النووي؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
23-12-2024 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1296314-638705296503852268.jpg
Doc-P-1296314-638705296503852268.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أن "الشعب السوري اختار، بعد نصف قرن من الآلام، الحرية. الآن يُسلط الضوء في الشرق الأوسط على ضحايا آخرين، الإيرانيين. في الحقيقة، من غير المرجح أن ينهار النظام الديني المتشدد الذي حكم البلاد منذ الإطاحة بالشاه في عام 1979 فجأة، لكن المفاجآت قد تحدث. فكيف ستبحر إيران في المشهد المتغير بعد الأسد هو موضوع نقاش شرس في طهران، ويواجه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وكبار الملالي قرارات مصيرية بشأن مسار البلاد. فإما تكثيف القمع الداخلي، وتحدي الغرب، والحصول بسرعة على الأسلحة النووية لمنع الهجمات الإسرائيلية المحتملة المدعومة من الولايات المتحدة ومحاولات تغيير النظام، أو احتضان الإصلاح، وكبح الطموحات الإقليمية، والتقرب من الأميركيين، وبالتالي الحد من فرص اندلاع تمرد داخلي".
Advertisement
وبحسب الصحيفة، "لقد كان هذا الخيار قائما، افتراضيا، منذ أن أطلقت الجمهورية الإسلامية الجديدة بقيادة آية الله روح الله الخميني، والتي تعهدت بتدمير إسرائيل وعدو الشيطان الأكبر، برنامجا نوويا سريا في ثمانينيات القرن العشرين. وقد أصبح هذا الخيار واقعا لا مفر منه هذا العام، بعد هزيمة قوات الدفاع الأمامية الإيرانية وحلفائها في لبنان وسوريا وغزة. والواقع أن زعيم إسرائيل المولع بالحرب، بنيامين نتنياهو، يبدي استعداده للرد، وعلى أمل إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالحه، حوّل المنطقة إلى منطقة مفتوحة لإطلاق النار من الجانب الإسرائيلي. ويقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى جانبه، أو على الأقل يعتقد نتنياهو أنه يقف إلى جانبه. ولطالما وصف نتنياهو إيران بأنها التهديد النهائي الذي لابد من التعامل معه، عاجلا أم آجلا".
وتابعت الصحيفة، "إن "عاجلاً" قد يحل قريباً، فلقد أدت المواجهات العسكرية في عام 2024 إلى تطبيع الصراع المباشر بين إسرائيل وإيران. وعندما سُئل عن الحرب مع إيران، قال ترامب: "يمكن أن يحدث أي شيء". وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير في إفادة صحفية حديثة، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس: "إن القوات الجوية تستعد بالفعل للمهمة الكبرى التالية، والتي قد تتلقى دعما من المقيم الجديد في البيت الأبيض". وأضاف: "يتم وضع خطط جديدة لمهاجمة المنشآت النووية في إيران في ظل ظروف أكثر ملاءمة بكثير من الماضي. هناك المزيد من الفرص". قد تكون مثل هذه التهديدات العامة خدعة، فهل يعتبر خامنئي الأسلحة النووية أفضل وسيلة أخيرة لضمان بقاء النظام؟"
وأضافت الصحيفة، "إن الكشف الذي قدمه مفتشو الأمم المتحدة هذا الشهر عن "تسارع كبير" في الإنتاج الإيراني غير المشروع لليورانيوم الذي يقترب من درجة صنع الأسلحة يشير إلى أن خامنئي قد يفعل ذلك. وردًا على ذلك، هددت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي "بإعادة فرض" النطاق الكامل للعقوبات التي تم رفعها بعد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. في الحقيقة، لقد دمر ترامب هذا الاتفاق، ومع ذلك فقد أعرب مؤخرًا عن اهتمامه باستئناف المحادثات. وتصر إيران على أنها تريد حلًا دبلوماسيًا وتقول إن مزاعم عدم الامتثال النووي "لا أساس لها". إذاً، قد يكبح ترامب نتنياهو بدلاً من المخاطرة بحرب أخرى، ولكن من ناحية أخرى، قد لا يفعل ذلك".
وبحسب الصحيفة، "إن إيران أمام خيار وجودي. فإما أن تحاكي كوريا الشمالية، التي أدى سعيها العلني إلى امتلاك الأسلحة النووية إلى نبذها دولياً وتدمير اقتصادها، أو تحاكي أوكرانيا، التي تخلت عن أسلحتها النووية في عام 1994 في مقابل ضمانات أمنية، وألقت بنفسها في أحضان الغرب. ويشعر البعض في كييف بالندم الشديد على هذا القرار، معتقدين أن روسيا ما كانت لتغزو أوكرانيا لو كانت مسلحة نووياً. وإذا نظرنا إلى الأمر من هذا المنظور، فإن الاختيار الذي تواجهه إيران يشكل خياراً أساسياً، ويؤثر على نطاق واسع على هويتها كدولة استبدادية دينية ومكانتها المستقبلية في العالم. وربما يحاول خامنئي التهرب من هذه القضية، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك إلى ما لا نهاية. فعندما تقترن الحروب الخارجية المكلفة والنكسات العسكرية المهينة بعدم شعبية النظام في الداخل، وعدم شرعيته الديمقراطية، والإخفاقات الاقتصادية، والقمع العنيف، والانتقال الوشيك بعد خامنئي، فإن الاضطرابات المتجددة التي تحطم الوضع الراهن تبدأ في الظهور وكأنها احتمال واضح".
ورأت الصحيفة أن "النخب الإيرانية، التي صُدمت بسقوط الأسد، تتساءل عما إذا كان مصير مماثل ينتظرها. إن ارتفاع تكاليف الغذاء، والبطالة بين الشباب، والغضب إزاء سلسلة من عمليات الإعدام وانتهاكات حقوق الإنسان، والفساد الرسمي، وانقطاع التيار الكهربائي، وزيادات أسعار الوقود المحتملة، كلها قنابل عنقودية غير منفجرة من السخط الشعبي الإيراني. وكان الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان خائفًا للغاية من الاحتجاجات الجماعية ضد قانون "العفة" الجديد القاسي الذي يشدد قواعد الحجاب على النساء لدرجة أنه أقنع مجلس الأمن القومي بتعليقه الأسبوع الماضي. وكتب المعلق الإسرائيلي زفي بارئيل: "إن قادة إيران... يعتقدون أن طهران قد تكون التالية في الترتيب بعد سوريا، ليس فقط كهدف للقصف الأجنبي ولكن كمكان لانقلاب مدني يستمد قوته من نجاح المتمردين في سوريا"."
وبحسب الصحيفة، "لقد قدم أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، بعض النصائح المجانية الأسبوع الماضي. فقد أشار إلى أن إيران عند نقطة تحول، وقال: "إن أحد الخيارات التي يمكنها أن تتخذها وينبغي لها أن تتخذها هو التركيز على محاولة بناء دولة أفضل وأكثر نجاحاً قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها... والتوقف عن الانخراط في المغامرات أو المصائب في مختلف أنحاء المنطقة". يبدو هذا منطقياً، ولكن خامنئي لا يستمع.وطالما أنه في السلطة، سوف تستمر إيران في اتخاذ خيارات خاطئة، وسوف تستمر الضغوط الداخلية والخارجية على النظام في الارتفاع".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban