Advertisement

عربي-دولي

خشية من الانتقام بعد سقوط الأسد: الأقليات السورية بين الأمل والقلق

Lebanon 24
23-12-2024 | 00:25
A-
A+
Doc-P-1296358-638705357959697018.png
Doc-P-1296358-638705357959697018.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شرت الـ"بي بي سي" تقريرًا عن مخاوف أبناء الأقليات السورية من الانتقام بعد سقوط نظام الأسد على يد المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام. وتحدث التقرير عن حالة من القلق والخوف داخل حي المزة 86 في دمشق، حيث يقطن العلويون، الذين كانوا يشكلون الدعم الرئيس للنظام السوري.
Advertisement

وأضاف التقرير أنّه "رغم رفض العشرات من العلويين الذين تواصلنا معهم عبر الهاتف التحدث معنا، وقال الكثير منهم إنهم يشعرون بالخوف. إلا أنه في حي المزة 86، لا يبدو أن وجود عناصر هيئة تحرير الشام في نقطة التفتيش يشكل مصدراً للقلق. اقترب العديد من العلويين وتحدثوا معنا، كانوا حريصين على التبرؤ من نظام الأسد. فقال محمد شاهين، طالب الصيدلة البالغ من العمر 26 عاماً: "خلال نظام الأسد، كانت الصورة النمطية عن العلويين أنهم حصلوا على جميع فرص العمل وأنهم أغنياء. لكن في الواقع، معظم العلويين فقراء، ولن تجد واحداً من بين ألف منهم غنياً".

وأضاف شاهين "حتى عندما ذهبت هيئة تحرير الشام إلى القرى العلوية قرب الساحل، وجدوا أن جميع القرى كانت فقيرة. فقط عائلة الأسد هي التي جمعت الثروة".

يعلق حسن داوود، وهو صاحب متجر: "كنا عبيداً له - سائقين وطهاة وعمال نظافة".

ويقول محمد "بشار كان خائناً. وطريقة هروبه كانت جبانة. كان يجب عليه على الأقل أن يخاطب الناس ويخبرنا بما يحدث، رحل دون أن يقول كلمة، مما جعل الوضع فوضوياً".

لكن أفراداً من الطائفة العلوية، ومن هذا الحي تحديداً، خدموا في قوات الأمن "القمعية" التابعة للأسد. سألناهم إن كانوا يخشون الانتقام منهم؟

أجاب طاهر شاهين، وهو عامل بناء: "الذين كانوا في الجيش وارتكبوا أفعالاً سيئة هربوا. لا أحد يعلم أين هم، إنهم خائفون من الانتقام".

وأضاف شاهين أن الأشخاص الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء، ليسوا خائفين، وظلوا في منازلهم".

وأوردت تقارير عن وقوع عمليات قتل انتقامية في بعض أنحاء البلاد، لكن حتى الآن لا يوجد دليل يثبت أنها تمت على يد هيئة تحرير الشام.

قال محمد: "حتى الآن، نحن بخير. نحن نتواصل مع هيئة تحرير الشام وهم محترمون. لكن هناك أشخاص ليسوا من الهيئة ويتظاهرون بأنهم منهم ويوجهون التهديدات. هم يريدون فشل مجتمعنا وهم من نخاف منهم".

وبعد السيطرة على دمشق، قالت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها إن الذين كانوا من نظام الأسد وشاركوا في عمليات التعذيب والقتل سيخضعون للمحاسبة، رغم أنه لم يتضح حتى الآن كيف سيكون شكل المحاكمة.

وأكدت هيئة تحرير الشام على حماية حقوق وحريات الأقليات الدينية والعرقية.

وفي نفس التقرير، قال يوسف صباغ، وهو محامٍ مسيحي: "أنا سعيد جداً لسقوط نظام الأسد. هذا مثل حلم تحقق. لا أحد يريد العيش تحت الدكتاتورية. لكن هناك قلق. يجب أن أكون واقعياً".

وأضاف أن "هيئة تحرير الشام موجودة هنا الآن، وهم جماعة إسلامية. أدعو الله أن يكونوا جماعة إسلامية حديثة".

ولفت صباغ "أنا لا أتحدث فقط كمسيحي، بل مثل الكثير من السوريين،لا نريد لسوريا أن تصبح أفغانستان أخرى، ولا نريد أن نصبح ليبيا جديدة. لقد عانينا كثيراً بالفعل".

وفي الأسبوع الماضي، صرح رئيس أساقفة حمص جاك مراد لبي بي سي، بأن ثلاثة اجتماعات عقدت مع هيئة تحرير الشام، وتمكنوا من التعبير عن آرائهم وقلقهم بكل وضوح.

حتى الآن، الإشارات تبعث على الاطمئنان للعديد من المسيحيين. المقاهي والمطاعم التي تقدم الكحول مفتوحة في الحي المسيحي في دمشق القديمة وفي مناطق أخرى من المدينة. كما أن زينة عيد الميلاد موجودة في العديد من الأماكن.

وداخل مطعم في المدينة القديمة، قابلت بي بي سي المحامي عدي الخياط، وهو مسلم شيعي.

قال إنه "لا شك أن هناك ترقباً وقلقاً. المؤشرات التي تأتي من هيئة تحرير الشام جيدة، لكن يجب أن ننتظر ونراقب".

وأضاف أنه "لا يمكن معرفة آراء جميع الشيعة، لكن هناك قلقاً من حدوث سيناريو مشابه لليبيا أو العراق. وبالرغم من ذلك، أعتقد أن سوريا مختلفة. المجتمع السوري متنوع منذ مدة طويلة جداً".

بالتوازي، ورغم أن الطائفة الدرزية تعد تابعة للإسلام الشيعي، إلا أن لها هوية ومعتقدات فريدة.

كان العديد من الدروز مخلصين لنظام الأسد، معتقدين أنه سيوفر الحماية للأقليات.

لكن الاحتجاجات تزايدت تدريجياً خلال الحرب، وشهدت السنوات الأخيرة احتجاجات متكررة. وآخرالاحتجاجات بدأت في الساحة المركزية بالسويداء في آب/أغسطس 2023، واستمرت حتى يوم سقوط النظام.

تعتقد الناشطة وجيهة الحجار أن الاحتجاجات لم تتعرض للقمع الوحشي كما حدث مع الاحتجاجات الأخرى في سوريا، لأن الأسد أراد أن يظهر للعالم ولحلفائه الأجانب أنه يحمي الأقليات.

وتوضح الحجار: "حاولوا قمع احتجاجنا ولكن بطريقة مختلفة - ليس من خلال الأسلحة أو القصف، بل بحرماننا من جوازات السفر والحقوق المدنية، والوصول إلى الوثائق الرسمية. أصبح من الصعب مغادرة السويداء وفرضوا نوعاً من الحصار".

وأضافت الحجار "نحن نحتفل بسقوط النظام، لكن هذا التجمع يعد إظهاراً للقوة. في حال كان هناك نظام متطرف بقوانين قاسية، نحن مستعدون للبقاء في هذه الساحة والمطالبة بحقوقنا والمساواة". (بي بي سي)

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك