في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة التي تشهدها سوريا، تتزايد التساؤلات حول طبيعة الحوادث التي تضرب مختلف المناطق، من اغتيالات واضطرابات أمنية. هل هي مجرد حوادث فردية ناجمة عن انفلات الأوضاع، أم أنها عمليات منظمة وراءها أجندات سياسية ومصالح خاصة؟ هذه التساؤلات يجيب عنها الخبراء الذين يؤكدون أن هذه الحوادث تتراوح بين ما هو منظم وما هو فردي، محذرين من تداعياتها على استقرار البلاد.
ويشير المحللون إلى وجود عمليات منسقة تهدف إلى إثارة الفوضى الأمنية في سوريا، يعتقد أن مجموعات مرتبطة بالنظام السابق تقف وراءها، إضافة إلى أطراف ذات مصالح خاصة تسعى إلى إعاقة أي تقدم نحو بيئة جديدة في البلاد. كما يلفتون إلى دور طهران في محاولة خلق قاعدة لزعزعة الاستقرار الداخلي.
إلى جانب ذلك، تسهم فصائل مرتبطة بـ"هيئة تحرير الشام" في هذه الفوضى، حيث يصعب ضبط تحركات أفرادها، كما أن هناك مجموعات أخرى تحاول إشعال صراعات ذات طابع طائفي لتوريط قائد الهيئة "أبو محمد الجولاني"، أمام الرأي العام المحلي والدولي بسبب عجزه عن حفظ الأمن.
وفي سياق هذه الاضطرابات، شهد ريف حماة الغربي حادثًا مروعًا تمثل في اغتيال ثلاثة قضاة من الطائفة العلوية أثناء تنقلهم في سيارة سياحية، في حادث هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام الأسد.
علاوة على ذلك، تزايدت الأعمال الانتقامية في المناطق السورية، حيث وقع حادث آخر في مدينة السقيلبية، حيث أقدم مسلحون من الأوزبك على إحراق شجرة عيد الميلاد تحت تهديد السلاح، منعوا خلاله الأهالي من الاقتراب من الموقع.
ويرى المحلل السياسي السوري، أحمد حاميش، أن "حوادث الاغتيالات والاضطرابات التي تشهدها مناطق عديدة بسوريا تتراوح بين ما هو منظم ومخطط، وما هو فردي مرتبط بالانفلات الأمني وانتشار السلاح، موضحًا أن حادثة اغتيال القضاة في حماة قد تكون تصفية حسابات نتيجة أحكام سابقة بحق هؤلاء القضاة".
وقال حاميش لـ"إرم نيوز" إن "بعض العمليات الأمنية قد تكون مدبرة من أطراف من النظام السابق الذين يسعون إلى إعادة الفوضى، وهو ما يستدعي من السلطات السورية اتخاذ خطوات حاسمة لترسيخ الأمن في البلاد".
من جهتها، اتفقت الباحثة السياسية جيسيكا راضي مع قراءة حاميش، مشيرة إلى أن اغتيال القضاة في حماة يبدو عملية "منظمة"، حيث تم تتبع تحركاتهم بعناية.
وأشارت إلى "ارتباط بين انتشار السلاح والمشاكل الأمنية، مشيرة إلى أن غياب الفحص الدقيق للمعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم قد يكون ساهم بشكل كبير في تصاعد العنف". (ارم نيوز)