اعتبر خبراء في الشأن الأميركي، أن حمل منفذ هجوم "نيو أورليانز" الدموي، علم "داعش"، يدل على تسلل أفكار التنظيم للداخل الأميركي، ولا يعني وجود التنظيم في الولايات المتحدة الأميركية.
وأبدى الخبراء مخاوفهم من استغلال الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب الحادث، عبر اتخاذ نهج مضاد لسياسات الهجرة، التي دعمها حزب الديمقراطيين في عهد الرئيس جو بايدن، عبر قرارات وإجراءات، قد تذهب إلى التشديد في منح "الغرين كارد".
ومع دخول أول أيام العام الجديد، نفذ مواطن أميركي يدعى شمس الدين بحر جبار، عمليته عندما دهست شاحنة صغيرة حشدًا من المحتفلين برأس السنة في حي سياحي بمدينة نيو أورلينز؛ ما أدى لمقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة 35 آخرين.
ويجري البحث حالياً عن احتمالية وجود مساعدين لمنفذ الهجوم، وما إذا كان له علاقات خارج الولايات المتحدة، والتحقق من ارتباط منفذ العملية بـ"داعش" من عدمه، بحسب وسائل إعلام أميركية.
إرهاب محلي
وقال الخبير في الشأن الأميركي، الداه يعقوب، "لا يمكن القول على أثر رفع علم التنظيم الإرهابي في الحادث، أن هناك تواجد لداعش في الولايات المتحدة لاسيما أن المعلومات الأولية تشير إلى أن منفذ العملية مواطن أميركي وكان متأقلم في المجتمع ويعمل في مجال العقارات وله فيديوهات تروج لعمله في مجال التسويق بشكل نشط".
وبيّن خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن العملية ترجح استمداد المنفذ، لأفكار التنظيم عبر الانترنت والكتب المروجة لذلك، لاسيما أنه كان يوصف على أنه شخص ايجابي في المجتمع، لافتًا إلى أن تواجد "داعش" كتنظيم قائم في أميركا، أمر غير واقعي، ولكن ربما يكون هناك تأثير للأفكار الواردة بطريقة أو بأخرى على بعض الأشخاص.
وأعرب يعقوب عن مخاوفه بأن يستغل ترامب الحادث باتخاذ نهج مضاد لسياسات الهجرة، التي دعمها الحزب الديمقراطي في عهد الرئيس الحالي جو بايدن؛ ما يعني أن هناك إجراءات قرارات قادمة من جانب الرئيس الجمهوري، قد تذهب إلى التشديد في منح جواز السفر الأمريكي و"الغرين كارد".
وأشار إلى أنه يمكن تصنيف الحادثة على "أنها تدخل في إطار الإرهاب المحلي، الذي بدأ يضرب أمريكا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والذي ظهر في محاولات اغتيال ترامب من جانب مواطنين أميركيين.
أكثر من دلالة
بدوره، رأى الباحث في العلاقات الدولية ناصر عباس، أن وجود "داعش" كتنظيم قائم في الولايات المتحدة أمر مستبعد، ولكن من الممكن أن يكون هناك أفراد وصل لهم أفكار التنظيم، واهتموا بها لأسباب دينية أو اجتماعية أو سياسية، من خلال التواصل مع القائمين على ترويج "الفكر الداعشي" في بلدان أخرى.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أنه من الممكن أن يكون منفذ العملية مرتبط بأفكار التنظيم عبر الإنتنرت، حيثُ تم استغلاله بعد السيطرة عليه ونفذ العملية.
واعتبر عباس أن للعملية أكثر من دلالة حول وقوف فكر متشدد وراءها، في ظل تزامن الحادث مع احتفالات أعياد الميلاد وقدوم العام الجديد، وأيضاً قرب تنصيب ترامب رسمياً، الذي عمل في ولايته السابقة على القضاء على التنظيم دولياً، وينوي استكمال تتبع أي فلول لـ"داعش" في العالم.
ولفت إلى أن هناك العديد من الافتراضات، تقف عليها لجان التحقيق في هذا الصدد، وتنشط أيضًا في الوصول لمعلومات حول كون الحادث عادي أم منظم عبر شبكة أفراد مرتبطين بفكر "داعش". (إرم نيوز)