ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "العام الجديد يحمل في طياته قدرا أعظم من الأمل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقارنة بنظيره الروسي فلاديمير بوتين. ربما كان الأخير جاسوسا لامعا، ولكنه قائدا عسكريا رهيبا. فقد نسي، أو على الأرجح لا يدرك، مبادئ الحرب، وخاصة المبدأ الذي يقول "تعزيز النجاح وليس الفشل". ومع اقتراب عمليته العسكرية الخاصة من عامها الرابع، يبدو من المرجح أن يظل زيلينسكي في السلطة في هذا الوقت من العام المقبل، وربما يكون أفضل أمل لبوتين هو الحصول على فيلا في كوريا الشمالية. في الحقيقة، لا يرسم التاريخ الروسي صورة وردية للديكتاتوريين الفاشلين".
وبحسب الصحيفة، "فإن المخاطر تتزايد على جانبي الصراع. فقد تعرض بوتين للإذلال في سوريا والإذلال في موسكو باغتيال جنراله الرئيسي وحليفه كيريلوف على عتبة منزله. وفي جلسة الأسئلة والأجوبة السنوية التي يعقدها بمناسبة عيد الميلاد على التلفزيون الوطني والدولي، كذب بوتين علناً. فزعم أنه سيستعيد أرض روسيا المقدسة في كورسك بحلول عيد الميلاد، والتي استولت عليها القوات الأوكرانية بشكل مذهل في الصيف الماضي، لكن هذا يبدو وكأنه ضربة نفسية أخرى للرئيس الروسي مع تقدم هجوم جديد من أوكرانيا شرقاً. وقد تكون كورسك بداية النهاية لبوتين في عام 2025، كما كانت بالنسبة لهتلر في عام 1943".
الأمل الكبير
وتابعت الصحيفة: "يبدو أن القوات الأوكرانية وجهت ضربة قاسية للقوات الروسية في كورسك خلال الأيام القليلة الماضية، ومن المحتمل أن يكون اللواء البحري الروسي رقم 801 قد تعرض لضربة شديدة لدرجة أنه انسحب الآن من نتوء كورسك. ووفقًا لتقديرات أوكرانيا، فقد فُقد مئات الكوريين الشماليين الذين أرسلوا لدعم اللواء، كما أفادت أوكرانيا بضرب وتدمير مركز قيادة وسيطرة روسي مهم في منطقة كورسك. إذاً، تبدو الجبهة الروسية في كورسك مهتزة للغاية، وقد تحقق أوكرانيا مكاسب بدلاً من مجرد الصمود. وفي حالة من اليأس، أرسل بوتين أحد أكثر جنرالاته ثقة إلى المنطقة في محاولة لإنقاذ الموقف. ويبدو أن روسيا لديها الكثير من الجنرالات الذين يمكن التضحية بهم، ولكنها لا تمتلك المعدات العسكرية اللازمة لإحباط هذا التقدم الأوكراني الأخير".
وأضافت الصحيفة: "هذا يعطي كييف أملا كبيرا. وربما يكون بوتين في وضع البقاء على قيد الحياة بعد الأحداث في سوريا، وبعد قرار أوكرانيا بإغلاق آخر طريق يسمح لروسيا ببيع الغاز إلى أوروبا عبر أراضيها. وإلى جانب هذا، فهو يعلم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من غير المرجح أن يقدم له أي خدمة بحلول العشرين من كانون الثاني، مع "المزاج" الذي يخرج من معسكر ترامب، والذي يجعل بوتين مضطرا إلى قبول صفقة ربما تكون في صالح أوكرانيا. هذا لابد وأن يشكل دفعة نفسية أخرى لأوكرانيا وضربة معنوية أخرى لبوتين. إن الرئيس الروسي يدرك أن الدكتاتوريين الروس الفاشلين نادراً ما يحصلون على "معاشاتهم التقاعدية"، ويبدو أنه يخطط لطريق للخروج من هذا المأزق. فهل تتمثل خطوته الأخيرة لإنقاذ كورسك في وضعه تحت "الفحص الدقيق"؟"
وبحسب الصحيفة، "فإن هذا أمر إيجابي، ولكن من الضروري أن يواصل الغرب ودول حلف شمال الأطلسي الأوروبية الضغط عليه وعدم السماح له بالخروج بأي حال من الأحوال. إن الأمور تبدو أكثر إشراقاً بالنسبة لأوكرانيا إذا ما حافظنا على رباطة جأشنا".