ذكر موقع "الإمارات 24"، أنّ لي هوكستادر كتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنه حتى وقت قريب، كان التحدي الرئيسي الذي يُواجه أوروبا من إيلون ماسك، هو حشد الوسائل اللازمة لفرض قواعد التكنولوجيا والتجارة على الملياردير الذي تتجاوز إيرادات شركاته السنوية الإنفاق الدفاعي السنوي البريطاني أو الألماني.
أما الآن فبات السؤال عمل إذا كان ماسك يستطيع أن يسيطر على السياسة الأوروبية، ويهيمن عليها كما هيمنت الشركات الأميركية على ما يسمى جمهوريات الموز في أميركا الوسطى، منذ أكثر من قرن.
وبشكل أكثر صراحة: هل يستطيع ماسك التلاعب بألمانيا أو بريطانيا، مثلما فعلت شركة يونايتد فروت عندما أخضعت هندوراس ذات يوم؟
ويقول الكاتب إن سؤالاً كهذا يفترض أن يكون غير واقعي، نظراً لأن برلين تسيطر على ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ولندن السادسة.
ومع ذلك، مع تصاعد نوبة التغريدات المتشائمة، فإن أغنى رجل في العالم والذي يصادف أنه يسيطر أيضاً على مصنع سيارات تسلا قرب برلين والذي هو في طريقه إلى تقزيم أي مصنع ألماني لفولكس فاغن أو بورش، قد أغرق السياسة في كلا البلدين في حالة من الاضطراب.
والمثال الأكثر إلحاحاً هو ألمانيا، حيث تدخل ماسك في الانتخابات فقط قبل أسابيع من إجرائها. والأمر الأكثر استثنائية، هو أنه ألقى بثقله خلف حزب شعبوي مناهض لأمريكا ومحب لروسيا وينكر تغير المناخ، ويضم قادته مدافعين عن النازية ومعادين للسامية، إلى جانب المتحمسين لترحيل الأجانب.
وكتب ماسك في صحيفة "فيلت أم تسونتاغ" الألمانية المحافظة: "حزب البديل من أجل ألمانيا، هو بصيص الأمل الأخير في ألمانيا"، لكن جهاز الاستخبارات الداخلي الألماني لا يتفق مع هذا الرأي، حيث صُنف بعض عناصر الحزب على أنهم متطرفون ووضعوا تحت المراقبة.
الحكمة التقليدية هي أن حزب البديل من أجل ألمانيا، على رغم حصوله على المركز الثاني قبل انتخابات 23 شباط، سيتم استبعاده من أي حكومة ائتلافية من قبل القوى المشتركة للكتل السياسية التقليدية من اليسار ويمين الوسط في ألمانيا.
وكان هذا أيضاً هو التفكير التقليدي والخاطئ قبل انتخابات عام 2023 في هولندا، عندما صدم حزب شعبوي مناهض للمسلمين، بحصوله على المركز الأول. وهو يقود الآن الائتلاف الحاكم في ذلك البلد.
وفي هذا السياق، بدا الأمر أشبه بالتمني، عندما قال ناطق باسم الحكومة الألمانية هذا الأسبوع، إنه "ببساطة ليس صحيحاً أن تدخل ماسك في وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يؤثر على بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة، بأكاذيب أو أنصاف حقائق أو تعبيرات عن الرأي".
ودعا كبار القادة الأوروبيين ماسك إلى الاهتمام بشؤونه الخاصة. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لمجلة شتيرن الألمانية الأسبوعية: "لا تطعموا القزم".
وهذا الأسبوع، شن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هجوماً مضاداً بعدما بات هو وحكومة حزب العمال من يسار الوسط، التي تولت السلطة منذ ستة أشهر فقط، فجأة هدفاً لانتقادات الملياردير الزئبقي عبر الإنترنت.
وكان ماسك قد اتهمهم بالتهاون في فضيحة عمرها أكثر من عقد من الزمن شملت عصابات، تتألف بشكل رئيسي من رجال باكستانيين بريطانيين، يقال إنها استدرجت وإساءت معاملة الفتيات القاصرات واغتصابهن.
ومع أن الكثير مما ادعاه ماسك كان خطأً، ولكن بالنسبة له، الفكرة هي ليست الحقائق. إنها القوة، وكيف يمكنه استخدامها للسيطرة على الأضواء وفرض إرادته.
ويعزى نفوذ ماسك إلى ثروته التي تقترب الآن من نصف تريليون دولار، وإلى جحافل المتابعين له.
وكتب ماسك في صحيفة فيلت أم زونتاغ: "لقد فشلت الأحزاب التقليدية في ألمانيا... لقد أدت سياساتها إلى الركود الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية وتآكل الهوية الوطنية".
ولم يخف ماسك، الذي كان دعمه البالغ 277 مليون دولار لحملة دونالد ترامب أكبر مساهمة في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ازدراءه لأوروبا، وخص بالذكر انخفاض معدلات المواليد فيها، وكتب: "أوروبا تحتضر" وعدد السكان المهاجرين يزداد. (الامارات 24)