عاد الناجون من حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق من مدينة لوس أنجلوس الأميركية إلى منازلهم بعد إجلائهم منها في الأيام القليلة الماضية، على أمل أن تكون منازلهم قد نجت من أسوأ آثار الدمار.
وبدلا من ذلك، لم يجد كثيرون منهم سوى أساسات خرسانية وأنقاضا وذكريات محتها الحرائق.
وقالت السلطات الأميركية إن حرائق الغابات، وهي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب كاليفورنيا على مر تاريخها، أودت بحياة 10 أشخاص على الأقل منذ صباح الجمعة وألحقت أضرارا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى.
وتُظهر صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة بالكامل، وكأنها منطقة حرب.
وعبر بعض الناجين عن سعادتهم بعدما نجوا من هذا الدمار، لكن كثيرين آخرين يذرفون الدموع على فقدان منازلهم وسط مخاوف بشأن مستقبل مليء بالشكوك.
وفي حي مكون من 60 منزلا دمرها الحريق في باليساديس، لم يجد الأميركي ريك ماكجيج في مزرعته القريبة من متنزه ويل روجرز الحكومي سوى تمثال للسيدة مريم العذراء جلبه للمكان عندما انتقلوا إلى هناك في عام 1998.
ووصف ماكجيج نجاة التمثال بأنه "نعمة لا تصدق" في وقت عصيب.
وقال ماكجيج (61 عاما) إن ستة منازل فقط في حيه نجت من الحرائق.
وأضاف "كل شيء آخر عبارة عن رماد وأنقاض".
20 مليار دولار خسائر
وتراجعت أسهم شركات التأمين الأميركية، أمس الجمعة، بعدما قدر محللون أن الخسائر المشمولة بالتأمين والناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجلوس قد تصل إلى 20 مليار دولار، مما قد يجعلها الكارثة الأعلى تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا.
وساعد توقف الرياح العاتية التي أشعلت حلقة حرائق الغابات التي دمرت لوس أنجلوس هذا الأسبوع طواقم الإطفاء على إحراز تقدم في السيطرة على الحرائق، لكن خبراء الأرصاد الجوية قالوا إن هبات الرياح القوية قد تعود خلال مطلع الأسبوع.(العربية)