وسط جدل كبير، استبعد خبراء ومختصون في الشؤون الإسرائيلية والدولية، قيام إسرائيل بهجوم على إيران في الأيام المقبلة، الوقت المستقطع لإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، قُبيل مغادرته البيت الأبيض، وقدوم الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ورجّح الخبراء أن ذلك سيكون مع تولي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب منصبه، لاسيما أن الرئيس الجديد متحفز لهذه العملية، في ظل ما تجهز له تل أبيب، لسلسلة من الضربات المنتظمة والمتتابعة على فترات لعدة مواقع إيرانية، مع اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية في الوقت الحالي، للتعامل مع طهران في حالة الرد.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي تحدث فيه ترامب مؤخراً عن أن الهجوم الاستباقي على إيران، بمنزلة إستراتيجية عسكرية لبلاده، وذلك في ظل تأكيده في مناسبات عدة أن جميع الخيارات بما فيها العسكرية "مطروحة" على الطاولة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني خلال إدارته المنتظرة.
ويستبعد الخبير المتخصص في الشأن الإسرائيلي نزار نزال، قيام إسرائيل خلال الفترة الزمنية المتبقية من حكم "الديمقراطيين" عبر إدارة بايدن، بالإقدام على خطوة من شأنها تصعيد الأمور، لاسيما أن هدفها تجاه إيران، سيتحقق بالشكل الذي تريده مع ترامب.
ويؤكد نزال في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن إيران ستتعرض لضربات بعد تسلم ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة، وهو ما يجعل إسرائيل تتأنى في الترتيب والتجهيز لتكون الاستهدافات موجعة وتحقق أهدافها.
وأوضح نزال أن إسرائيل رسخت قاعدة حالية مبدئية بالتخلص من أذرع إيران في المنطقة، واستطاعت بالفعل تقليص قدرات حماس في غزة، وإلحاق أكبر الخسائر بقدرات "حزب الله" وتوجيه ضربات له، في ظل تزامن انهيار نظام الأسد المتحالف مع طهران، مما جاء بـ"انكفاء" الإيرانيين إلى ما بعد الحدود العراقية.
وقال نزال إن هناك حسابات دقيقة للغاية تقف عليها إسرائيل عند توجيهها الضربات المنتظرة إلى إيران، في ظل تحسب طهران لتحصين أجوائها بعد تسلمها وسائل متطورة للدفاع الجوي متمثلة في منظومة "أس – 400" من روسيا.
وأردف نزال أن ترامب ذاهب إلى تقليم أظافر إيران في المنطقة ووضع المزيد من العقوبات الاقتصادية، لذلك لن يكون هناك انفتاح على الولايات المتحدة، حيث تنتظر إيران مرحلة صعبة وسط أجواء تتفاقم وتحمل صعوبات جمة في إجراء أي مفاوضات من جانب واشنطن مع طهران، حول مشروعها النووي.
بدوره، يرى الباحث في العلاقات الدولية هاشم سليمان، أن إسرائيل ترغب في توجيه ضربة قاصمة لإيران في عمقها باستهداف مواقع نووية، وهي الضربات التي ستكون مرتبة ومنظمة ومتتابعة وعلى مراحل، وهي الأهداف التي لا تتناسب من حيث الوقت، مع ما يتبقى من أيام قليلة في ولاية بايدن.
وأضاف سليمان لـ"إرم نيوز" أن إسرائيل تريد مشاركة أميركية في الضربات التي تجهز لها تجاه إيران، وهو الأمر الذي سيكون متوفراً من جانب ترامب المتحفز، والذي يريد إنهاء أي تهديد إيراني في الفترة المقبلة، يزعزع استقرار الشرق الأوسط، أو يهدد أمن إسرائيل.
وأشار سليمان إلى أن رغبة ترامب في محو أي تهديدات في الفترة القادمة من جانب إيران في الشرق الأوسط، يأتي في ظل رغبة إدارته في التفرغ بشكل كبير لعدد من الملفات الدولية والتي تتصدرها شكل المواجهة المرتقبة مع الصين، حيث يريد الرئيس الجمهوري أن يكون تعامله مع بكين، غير محمل بأي مشاغل أو ضغوط في الشرق الأوسط.
ولفت سليمان إلى أن طهران مع الإصلاحيين، تحاول عبر دول أوروبية، إيجاد مسارات تبنى عليها تفاهمات جديدة مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي من الممكن أن يقبل به ترامب ولكن من خلال محددات في صدارتها فرض الرؤية التي تزيل أي مخاوف حالية أو مستقبلية من تهديدات إيرانية سواء من خلال برنامجها النووي، أو الخروج في توسعات خارج الحدود. (إرم نيوز)