بعد الضربة القاسية التي تعرضت لها حركة "حماس" في خريف العام الماضي وتحديداً عندما تم اغتيال زعيمها يحيى السنوار في عملية إسرائيلية، يظهر في غزة الآن قائد جديد يعيد بناء الحركة المسلحة من الصفر، ويعيد تشكيل استراتيجياتها، وذلك وفق ما قال تقرير جديد لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
محمد السنوار، شقيق يحيى الأصغر، أصبح الوجه الجديد لحماس، رغم أنه عمل لفترة طويلة بعيداً عن الأنظار، يلقب بـ"الظل" لتأثيره الكبير خلف الكواليس. محمد، البالغ من العمر نحو 50 عاماً، كان دائماً قريباً من شقيقه الأكبر ومن محمد ضيف، رئيس الجناح العسكري لحماس.
على عكس يحيى، لم يقضِ محمد وقتاً طويلاً في السجون الإسرائيلية، ما جعله شخصية غير مفهومة بالكامل بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية. هذا الغموض يضيف تحديًا إضافيًا أمام إسرائيل، التي تسعى جاهدة لتحديد موقعه وإضعاف تأثيره.
إعادة بناء حماس
بعد حملة عسكرية استمرت 15 شهراً، تركت حماس في حالة تدهور شديد، البنية التحتية دُمرت، آلاف المقاتلين قتلوا، والمعابر الحدودية قُطعت، ما أعاق محاولات إعادة تسليح الحركة. ومع ذلك، تسعى حماس تحت قيادة محمد السنوار لإعادة بناء صفوفها من جديد.
حملة التجنيد داخل غزة مستمرة، مستغلة أوضاع الشباب الذين تأثروا بالنزاع، وتعدهم بالاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية، وتقول تقارير إن مئات المجندين الجدد ينضمون شهريًا، رغم أن العدد الحقيقي لا يزال غامضاً.
ورغم ما قامت به إسرائيل عسكرياً، تشير التقارير إلى أن وتيرة إعادة بناء حماس أصبحت أسرع مما كانت عليه في السابق، الخلايا الصغيرة والمسلحة بأسلحة بسيطة، تشن هجمات خاطفة على القوات الإسرائيلية، العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي يوضح قائلًا: "إيقاع إعادة بناء حماس يتفوق على قدرتنا على القضاء عليها".
إصرار محمد السنوار
على الرغم من الضغط الإسرائيلي، يُظهر السنوار الجديد عنادًا شبيهًا بشقيقه، إذ إنه في رسالة أرسلها إلى وسطاء دوليين، كتب: "حماس في وضع قوي للغاية لإملاء شروطها"، مؤكدًا أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يحقق مكاسب ملموسة لسكان غزة.
وبحسب التقرير فإنه رغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة، تظل حماس قادرة على مواصلة الصراع بفضل مواردها المحلية وجيل جديد من المقاتلين المستعدين للقتال.
وحالياً، فإن محمد السنوار يقود هذه الجهود، متطلعاً إلى إثبات أن حماس لا تزال قوة قادرة على الصمود، وإعادة تعريف موازين القوى في غزة. (الجزيرة)