أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن قيادة المنطقة الجنوبية بدأت الاستعداد للانسحاب التدريجي من غزة بانتظار توجيهات المستوى السياسي التي لم تصل بعد.
وقالت الهيئة إن الجيش الإسرائيلي أقر خطة لإعادة الانتشار حول غزة والانسحاب التدريجي من نتساريم ومحور فيلادلفي، كما سينسحب من معبر رفح بعد وقت قصير من توقيع الاتفاق.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي قام بإنشاء منطقة عازلة حول غزة بطول 60 كيلومترًا وعرض 800 متر، حيث لن يسمح للفلسطينيين بالاقتراب منها.
هذا وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عائلات الأسرى أنه مستعد للذهاب لوقف طويل الأمد لإطلاق النار من أجل استعادة جميع الأسرى.
وأضاف نتنياهو أن حماس لم ترد حتى الآن على الصيغة المقترحة، وأن كل ما هو متداول في الوقت الراهن هو مجرد تكهنات، فيما طلبت حماس مهلة ساعات للرد.
وقال نتنياهو أيضا إنه بمجرد تولي الرئيس ترامب منصبه، سوف تتغير قواعد اللعبة بشكل جذري. وأي انتهاك لوقف إطلاق النار سيقابل برد قاس وقوي ونوع من القتال.
ويقترب المفاوضون من وضع التفاصيل النهائية لوقف إطلاق النار في غزة، اليوم الأربعاء، بعد محادثات مكثفة في قطر، فيما تعهد الرئيسان الأميركي والمصري بالتنسيق الوثيق بشأن الاتفاق خلال الساعات القادمة.
وأثارت المحادثات التي استمرت لأكثر من ثماني ساعات في الدوحة، حالة من التفاؤل. وقال مسؤولون من قطر ومصر والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل وحماس، إن التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة في القطاع المحاصر وإطلاق سراح الأسرى أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي، إن الجانبين استلما مسودة الاتفاق، وإن المحادثات بشأن التفاصيل النهائية جارية.
لكن مسؤولا كبيرا في حماس قال لرويترز في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، إن الحركة الفلسطينية لم تسلم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر تسليم إسرائيل لخرائط توضح المناطق في غزة التي ستنسحب قواتها منها.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تشارك إدارته في المحادثات إلى جانب مبعوث للرئيس المنتخب دونالد ترامب، إن الاتفاق أصبح وشيكا.
وتحدث بايدن هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، عن التقدم في المفاوضات.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد المكالمة الهاتفية "تعهد الزعيمان باستمرار التنسيق الوثيق والمباشر ومن خلال فريقيهما في الساعات القادمة".
وأكد الرئيسان "على الحاجة الملحة إلى تنفيذ الاتفاق".
وقالت حماس إن المحادثات وصلت إلى مراحلها النهائية، وعبرت عن أملها في أن تؤدي هذه الجولة من المفاوضات إلى التوصل لاتفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حاسمة لكن لم يتسن الاتفاق بعد على بعض التفاصيل. وأضاف "نحن قريبون، لكن لم نصل (لاتفاق) بعد".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الثلاثاء، خلال زيارته لروما، إنه يعتقد أن أغلبية الحكومة الائتلافية الإسرائيلية ستدعم اتفاق غزة إذا حظي بالموافقة عليه في النهاية، على الرغم من المعارضة الصريحة له من الأحزاب القومية المتشددة في الائتلاف.
وأعلنت حركة الجهاد، التي تحتجز أيضا أسرى في غزة، إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة للمشاركة في الترتيبات النهائية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وإذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق الهدنة التي ستتم على مراحل، جهود محادثات متقطعة على مدى ما يزيد عن عام لوقف حرب قتلت عشرات الآلاف، ودمرت معظم أنحاء قطاع غزة، وأجبرت كل سكانه تقريبا على النزوح، ولا تزال تقتل العشرات كل يوم.
ومن شأن ذلك أيضا تخفيف التوترات في الشرق الأوسط، حيث أججت الحرب مواجهات في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
وستستعيد إسرائيل نحو 100 أسير وجثث أسرى تم اقتيادهم إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنته حماس واشتعلت بعده أحدث حرب في القطاع. وفي المقابل ستفرج عن محتجزين فلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال كلمة في واشنطن تحدث فيها عن خطة لإدارة غزة بعد الحرب، إن الأمر متروك لحماس لقبول الاتفاق القابل للتنفيذ.