Advertisement

عربي-دولي

محاكمة ساركوزي.. ماذا حصل داخل خيمة القذافي؟

Lebanon 24
16-01-2025 | 00:29
A-
A+
Doc-P-1306863-638726100247917116.png
Doc-P-1306863-638726100247917116.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في عام 2005، وتحت خيمة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في طرابلس، جرى لقاء أثار الجدل بين القذافي ووزير الداخلية الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي، الذي كان يطمح للوصول إلى الرئاسة الفرنسية.

هذا اللقاء، الذي تكشفت أسراره لاحقًا، أصبح محور محاكمة ساركوزي الجارية في باريس. تتهم النيابة الرئيس الفرنسي الأسبق بتلقي تمويل غير مشروع لحملته الانتخابية لعام 2007 من القذافي، وهو ما يشكل خرقًا للقوانين الفرنسية والدولية.
Advertisement

المحاكمة التي بدأت في كانون الثاني وتستمر حتى نيسان، تشمل ساركوزي و11 متهمًا آخرين، بينهم شخصيات بارزة مثل كلود غايان وبريس أورتوفو، الذين يُشتبه بتورطهم في تسهيل الاتفاق الذي يصفه الادعاء بـ"الفاسد"، حيث تعهد القذافي بتقديم دعم مالي لضمان وصول ساركوزي إلى الإليزيه.

ساركوزي ينكر هذه التهم، معتبرًا أنها مدفوعة برغبة ليبيين في الانتقام لدوره في دعم الثورة الليبية عام 2011، التي أطاحت بالقذافي. ورغم هذه المزاعم، لا تزال القضية تثير الكثير من التساؤلات حول مصداقية النظام السياسي والتمويل الانتخابي.

والأربعاء، مثُل أمام المحكمة شاهد رئيسي في هذه القضية هو جان-لوك سيبيود، الذي كان سفيرًا لفرنسا في ليبيا حين زارها ساركوزي.
 
واستدعت النيابة العامة سيبيود، الذي كان سفيرًا في طرابلس بين عامي 2004 و2007، للإدلاء بشهادته عن تلك الفترة التي يقول إنّها شهدت "عودة ليبيا إلى الأسرة الدولية" بعد أن رُفع الحظر عنها في 2003.

وفي شهادته، أكّد السفير السابق أنّ انتخاب ساركوزي في 2007 رئيسًا أعطى “دفعة جديدة” للعلاقات الفرنسية-الليبية من خلال “استكمال الديناميكية” التي بدأتها زيارة سلفه جاك شيراك لليبيا في 2004.

وردًّا على سؤال عمّا إذا كان يتذكّر الزيارة التي قام بها إلى ليبيا بين 30 أيلول و2 تشرين الأول 2005، كلود غايان، الذي كان مديرًا لمكتب وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، أجاب سيبيود: "كلا، لم تترك أثرًا عليّ كما فعلت زيارات أخرى، على سبيل المثال تلك التي قام بها نيكولا ساركوزي" في 6 تشرين الأول 2005.

وأضاف أنّ "السلطات الليبية كانت تنتظره بفارغ الصبر، وقد قيل لي إنّها زيارة مهمّة للغاية بالنسبة لليبيا. لقد كان نيكولا ساركوزي مرشحًا للرئاسة بالفعل. لا أعلم ما إذا كان قد ترشّح رسميًا أم لا، لكنّهم كانوا يريدون الترحيب برئيس جمهورية مستقبلي محتمل”.

وأوضح أنّ تلك الزيارة "تمّ الإعداد لها بشكل جيّد للغاية على المستوى الرسمي”، بما في ذلك نزهة “في الحدائق، مع الإبل وكل الفولكلور".

وعن تفاصيل لقاء وزير الداخلية الفرنسي يومئذ بالزعيم الليبي، قال السفير السابق إنّه بمجرد وصوله، دخل الوفد بأكمله "تحت الخيمة" وفقًا "للتقاليد البدوية"، و"دارت مناقشات عامة إلى حدّ ما لمدة ربع ساعة أو عشرين دقيقة".

وأوضح السفير السابق أنّه بعد انتهاء الاجتماع، غادر القذافي وساركوزي الخيمة، ثم "اختفيا".

وسألت القاضية ناتالي غافارينو الشاهد: "هل تظنّ أنّهما ابتعدا لفترة طويلة؟" فأجاب: "نعم، نصف ساعة أو أكثر بقليل".

وبينما كان السفير السابق يدلي بشهادته، كان ساركوزي، الذي جلس على بُعد متر واحد منه مكتّف اليدين، يحدّق به ولا يرفع ناظريه عنه.

كما استذكر سيبيود أمام المحكمة كيف أنّه مازح يومها المترجم قائلًا له: "لا بدّ أنّهما قالا بعض الأشياء لبعضهما البعض!".

وردًّا على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنّ المترجم قد حضر تلك المحادثة "الخاصة" بين ساركوزي والقذافي، ردّ السفير السابق بالقول: "هذا الأمر لا يغيّر كثيرًا".

لكنّ القاضية ردّت على جوابه بالقول: "بل إنّه يفعل، لأنّه بحسب النيابة العامّة فإنّ وجود المترجم يعني أنّه كان بإمكان ساركوزي أن يطلب من القذافي تمويلاً".

وأضافت: "المسألة التي تطرح هي معرفة ما إذا كان بوسعهما أن يقضيا بضع دقائق منفردين".

وردّ الشاهد قائلًا: "لوحدهما؟ يبدو لي هذا الأمر مستبعدًا للغاية، إذ لا علم لي أنّ رئيس الدولة الليبية كان يتحدّث الإنكليزية أو الفرنسية".

وجادلت القاضية الشاهد بأن عرضت عليه شهادات تفيد بأنّ القذافي كان قادرًا على التحدّث قليلًا بالإنكليزية، فردّ السفير السابق قائلًا إنّه "غير قادر على تأكيد أو نفي" هذا الأمر.

أما ساركوزي، الذي لطالما نفى بشدّة أن يكون قد دار بينه وبين القذافي أيّ نقاش بهذا الشأن، فكان جالسًا في مقعده يستمع إلى أقوال الشاهد وأعصابه مشدودة. (القدس العربي)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك