ذكر موقع "بلينكس" الإماراتي أنّ إسرائيل تستعد لتنفيذ صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين واستقبالهم بعد أكثر من 15 شهرا من الاحتجاز.
وأوضح التقرير أنّ السلطات الإسرائيلية تعمل على ضمان جهوزيتها للتعامل مع الوضع الصحي والنفسي للرهائن المحررين، مع اعتمادها على تدريبات مكثفة وتحليل بيانات صحية دقيقة لتوفير الرعاية اللازمة فور وصولهم.
في المقابل، يعاني قطاع غزة من انهيار شبه كامل في بنيته التحتية الصحية، مما يضع تحديات هائلة أمام تقديم الرعاية الطبية للمعتقلين الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم ضمن الصفقة.
ومع إغلاق عدد كبير من المستشفيات ونقص الموارد الأساسية، يواجه النظام الصحي في غزة صعوبة بالغة في استيعاب الأعداد المتزايدة من الحالات المحتاجة للرعاية، وفق ما يقول التقرير.
استعدادات طبية مكثفة في إسرائيل
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تل أبيب تستعد لعملية تبادل مختلفة عن سابقاتها حيث أجرت المستشفيات تدريبات مكثفة لمحاكاة استقبال الرهائن، الذين يُتوقع أن يكونوا في حالة صحية ونفسية سيئة بعد أكثر من 15 شهرا من الاحتجاز.
وصرح الدكتور حاغاي ليفين، رئيس فريق الصحة في منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، أن الفرق الطبية الإسرائيلية راجعت السجلات الطبية للرهائن ومقاطع فيديو أصدرتها حركة حماس لتقييم حالتهم الجسدية والنفسية مسبقا.
ولتحديد طبيعة التحديات المتوقعة، استندت الفرق الطبية إلى خبرات اكتسبتها خلال هدنة تشرين الثاني 2023، عندما أفرج عن رهائن يعانون من سوء تغذية حادّ، أمراض جلدية، واضطرابات نفسية مثل الاكتئاب وتقلبات حادّة في المزاج. ومع فترة احتجاز أطول، يرجح أن تكون الحالات الصحية أكثر تعقيدا.
وفي ما يتعلق بالجوانب النفسية، أشارت الدكتورة، عينات ياهيني، أخصائية إعادة التأهيل النفسي، إلى أن أحد أصعب التحديات التي يواجهها الرهائن هو التعامل مع الخوف المستمر من التهديدات خلال فترة الأسر.
نظام صحي منهار في غزة
إلى ذلك، أظهرت شهادات المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم سابقاً أنهم خرجوا من السجون وهم يعانون من تحديات صحية خطيرة جسديا ونفسيا، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
ووصف العديد منهم تعرضهم لصدمات كهربائية وإجبارهم على البقاء في أوضاع مؤلمة لساعات طويلة، مما تسبب في آلام مزمنة وإصابات جسدية. بالإضافة إلى ذلك، عانوا من سوء التغذية الشديد والحرمان المستمرّ من الرعاية الطبية الأساسية.
وفي ظل تدهور البنية التحتية الصحية في غزة، قد تواجه المرافق الطبية تحديات في التعامل مع عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم، والذي لا يعرف لحد الآن توزيعهم بين غزة أو الضفة الغربية.
ووفقاً لتقرير صادر عن البرلمان البريطاني، فإن 20 من أصل 36 مستشفى في غزة أصبحت خارج الخدمة. توقفت جميع المستشفيات عن العمل في شمال غزة، بما في ذلك مستشفى كمال عدوان، الذي كان آخر المرافق الصحية العاملة في المنطقة قبل إغلاقه القسري في كانون الأول 2024.
مع هذا، تعمل المستشفيات المتبقية بطاقة محدودة، حيث تعاني من نقص حاد في المياه، الوقود، والإمدادات الطبية الأساسية. مع وجود 1,822 سريراً فقط متاحاً للمرضى في جميع أنحاء غزة، فإن القدرة الاستيعابية للمستشفيات غير كافية للتعامل مع آلاف المعتقلين الذين سيحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة.
كيف تخطط إسرائيل لإطلاق سراح المعتقلين؟
بينما تستعد إسرائيل لاستقبال الرهائن، تخطط أيضا لعملية الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بطريقة تجنب تكرار مشاهد صفقة شاليط عام 2011، حيث ظهر المعتقلون الفلسطينيون وهم يلوحون بإشارات النصر، مما أثار جدلا واسعا، وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت.
ولتفادي نفس السيناريو، قررت السلطات استخدام حافلات ذات نوافذ معتمة أو من دون نوافذ علوية لضمان عدم ظهور أي إشارات انتصار أثناء النقل.
وفي السياق، قال مسؤول في مصلحة السجون الإسرائيلية: "علامات النصر التي ظهرت من الحافلات خلال عملية الإفراج عن المعتقلين قبل 14 عاما لن تتكرر مرة أخرى".
وستشرف وحدات أمنية خاصة على العملية لتأمين قوافل النقل المصفحة التي ستتحرك من السجون المختلفة إلى مرفق "عوفر"، حيث سيتم تنفيذ الإفراج.
كذلك، فإنّ وزارة العدل الإسرائيلية تعمل على نشر أسماء المعتقلين المقرر الإفراج عنهم على الموقع الإلكتروني للوزارة لإتاحة فرصة لعائلات ضحايا الهجمات المرتبطة بهم لتقديم اعتراضات قانونية خلال فترة زمنية محددة. (بلينكس - blinx)