نشر موقع "إرم نيوز" تقريراً جديداً تحدث فيه عن خطر الألغام الذي يهدد السوريين وذلك ضمن مساحات شاسعة من الأراضي السورية.
ويقول التقرير إن سوريا أتت في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد ضحايا الألغام؛ إذ راح ضحيتها 933 شخصاً عام 2023، وسبقتها بورما بتسجيل 1003 ضحايا، تبعاً لمرصد الألغام العالمي.
ويعتبر قوس البادية السورية، الممتد من المنطقة الجنوبية باتجاه شرقي مدينتي حمص وحماة وصولاً إلى دير الزور والرقة، هو الأخطر على مستوى الألغام المدفونة، حيث يوجد تنظيم "داعش" في تلك المنطقة، فيما شهدت خطوط التماس الكثير من المعارك.
ومنذ سقوط النظام في 8 من الشهر الماضي، حذرت منظمة "هالو تراست" البريطانية السكان العائدين لمنازلهم، من ملايين الذخائر العنقودية والألغام والذخائر غير المنفجرة، وطالبت المجتمع الدولي بوضع خطة للخلاص منها.
وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال الأيام الماضية، وقوع العديد من الضحايا بسبب انفجار الألغام، منهم 6 مدنيين في ريف حماة، وآخر في حمص، وعنصران من "هيئة تحرير الشام" في بلدة الطلحية شرق إدلب.
"إرم نيوز" تواصل مع سكان قرية "إم ميل"، التي تبعد عن حماه 60 كيلومتراً باتجاه الشرق، فأكدوا أن الألغام أدت إلى مقتل العديد من المزارعين والرعاة في تلك المنطقة.
يقول عبد ونوس: "مع الوقت صرنا نعرف الأماكن التي من المرجح وجود الألغام فيها، فصرنا نتجنبها، لكن احتمال انفجار لغم مخفي وارد في أية لحظة".
ويروي ونوس كيف تسببت الألغام بنفوق أعداد كبيرة من الأغنام في أثناء الرعي؛ إذ يؤدي انفجار أحدها إلى هلع يصيب القطيع، فيتفرق ويدخل الحقل ليتحول عدد كبير منه إلى أشلاء.
وفي ريف دير الزور، يحذر الأهالي أبناءهم من العبث بأي قطعة معدنية غريبة، كما يطلبون منهم عدم الذهاب إلى المناطق المفتوحة أو مغادرة جوانب الطرق باتجاه الأراضي الزراعية؛ إذ يرتفع احتمال وجود الألغام في تلك المناطق.
ويؤكد الضابط المتقاعد علي العمر، أن الخلاص من الألغام والقذائف غير المنفجرة، بعد انتهاء الحروب، يعتبر معقدا وصعبا، نظرا لغياب الخرائط التي تبين أماكن توزعها، ونتيجة قلة الخبراء في تفكيكها بشكل آمن.
ويضيف العمر لـ"إرم نيوز": "ستحتاج سوريا سنوات للخلاص من مخلفات الحرب ونزع الألغام؛ لأن الجغرافيا واسعة جدا، والخبرات الهندسية غير كافية، ولا شك أنها ستحتاج مساعدات دولية لإنجاز المهمة".
ولا يقل خطر القذائف غير المنفجرة، عن خطر الألغام، فتلك المخلفات يمكن أن تنفجر في أية لحظة بعامل الحرارة أو العبث، وقد وثقت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيض" عبر موقعها الإلكتروني، إزالة 491 قذيفة غير منفجرة بين 26 نوفمبر تشرين الثاني و12 كانون الأول الماضيين.
وتحذر المنظمات الدولية والسلطات المحلية السوريين العائدين إلى منازلهم بعد سقوط النظام، من مخاطر الألغام والقذائف غير المنفجرة، بعد أن أودى أحد الألغام بعائلة كاملة في ريف حماة، حين توقفت سيارتهم على جانب الطريق، تبعا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتؤكد منظمة "الخوذ البيضاء" السورية أن الألغام والذخائر غير المنفجرة تعيق عودة المهجرين إلى منازلهم، كما تتسبب بحالة من القلق والخوف تدفع الناس لتغيير أماكن سكنهم؛ إذ يتم الضغط السكاني على مناطق أكثر أمناً.
كذلك، تنشر المنظمة أنباء يومية عن ضحايا جدد، وتقول إن الألغام أثرت على النشاط الزراعي والاقتصادي في تلك المناطق.
ويضيف الضابط العمر: "آثار الألغام ومخلفات الحروب، كبيرة على المجتمعات اقتصاديا ونفسيا، فمنها خاصة بالآليات وأخرى تستهدف الأفراد، ولابد من اللجوء إلى الدول المتقدمة والاستعانة بالكاسحات والتكنولوجيا المتطورة للخلاص منها".
ونتيجة مخاطر الألغام على البشر، حددت الأمم المتحدة يوم 4 أبريل نيسان من كل عام، مناسبة عالمية للتوعية بمخاطرها.
وتقول المنظمة الدولية إن عدد الألغام في العالم يقدر بين 60 و 110 ملايين لغم أرضي، منتشرة في 64 دولة، تتسبب بمقتل الكثير من المدنيين كل عام. (إرم نيوز)