تسود أجواء من الغموض حول مصير الضفة الغربية في ظل استمرار عملية "السور الحديدي" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في جنين، وسط ترجيحات بتوسيع العمليات العسكرية لتشمل مدنًا أخرى، في محاولة لفرض واقع جديد شبيه بما حدث في قطاع غزة.
وأكد الخبير العسكري أحمد عبد الرحمن أن العملية تأتي ضمن مخطط تدريجي لضرب شمال الضفة الغربية، مرجحًا أن تمتد إلى مدن فلسطينية أخرى. وكانت العملية قد أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء الفلسطينيين، ونزوح مئات العائلات تحت وطأة التهديدات الإسرائيلية.
وأوضح عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، إسرائيل تريد القضاء على المظاهر المسلحة في الضفة الغربية، ومنع مخططات الفصائل المسلحة وحلفائها بالمنطقة من الدخول حيز التنفيذ، مشددًا أن ذلك سيدفعها لاستخدام قوة استثنائية.
وتوقع أن "تتوسع العملية في مراحلها الأولى لتشمل مدينة طولكرم ثم تتعمق لجميع المدن الشمالية وصولًا لوسط الضفة"، قائلًا إنه "من الممكن أن تتوسع العمليات بشكل محدود في جنوب الضفة، ولكن ذلك سيكون محفوفاً بالمخاطر بسبب كثافة المستوطنين بتلك المناطق".
وأشار إلى أن "النتائج العسكرية والسياسية لحرب غزة شجعت حكومة بنيامين نتنياهو على إطلاق عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، والتي ستؤدي إلى القضاء على كل المظاهر المسلحة، إضافة لإضعاف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية".
ويرى الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "العملية العسكرية في جنين تمثل خطوة استباقية لقطع الطريق أمام مساعي حماس وحلفائها الإيرانيين لإعادة التموضع في الضفة الغربية استعدادًا لأي مواجهة جديدة مع إسرائيل".
وقال الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تحاول ضرب المشروع الإيراني الجديد في الأراضي الفلسطينية، ما سيدفعها لاستخدام أنواع جديدة من القوة العسكرية في شمال الضفة الغربية ووسطها، مع عمليات عسكرية محدودة بجنوب الضفة".
وزاد "بتقديري ستتوسع العملية لتشمل بشكل أساس مدن نابلس وطولكرم وقلقيلية شمالي الضفة الغربية، ثم تتحرك نحو مدن الوسط وتحديدًا رام الله، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، ما سيدفع للبحث عن بديل لها". (ارم نيوز)