Advertisement

عربي-دولي

تفاصيل مثيرة.. هكذا تختار إسرائيل أسماء عملياتها العسكرية

Lebanon 24
24-01-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1310787-638733196024489231.jpeg
Doc-P-1310787-638733196024489231.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نشر موقع "بلينكس" الإماراتي تقريراً جديداً تحدث فيه عن كيفية اختيار إسرائيل أسماء عملياتها العسكرية.
ويقول التقرير إنه في حروب إسرائيل، كما في حروب أخرى حول العالم، لا تقتصر المعارك على الميدان فقط، بل تمتد إلى ساحة الكلمات، إذ تحمل العمليات العسكرية أسماءً مدروسة بعناية تهدف إلى ترك بصمة في الذاكرة الجمعية.
Advertisement
 
 
ويشير إلى أن بعض هذه الأسماء تُستوحى من الطبيعة والجغرافيا لتعطي انطباعًا بالحتمية والقوة، مثل "عملية أمطار الصيف" التي توحي بهجوم كاسح يشبه اندفاع الأمطار الموسمية، و"عملية الليطاني" التي تستمد اسمها من نهر الليطاني في جنوب لبنان، مما يمنحها بُعدًا إقليميًا.
 
كذلك، فإن هناك أسماء أخرى تحمل طابعًا دينيًا يضفي على العمليات هالة من الشرعية والتبرير، فـ"عملية عناقيد العنب"، على سبيل المثال، تستلهم قوتها من مفهوم العقاب الإلهي المستوحى من النصوص الدينية، في حين أن "عملية عمود السحاب" تحاكي الروايات التوراتية التي تصف الحماية الإلهية لليهود خلال تيههم في صحراء سيناء لـ40 عاما.
 
وسواء كانت مستمدة من الأرض أو من النصوص المقدسة، تستعمل أسماء العمليات كآليات لتشكيل الرأي العام الإسرائيلي والعالمي تجاه العمليات العسكرية، إذ تسهم هذه الأسماء في إضفاء الشرعية وتقليل التصور السلبي للعمليات العسكرية، وذلك وفقًا لما استخلصته دراسة أكاديمية حللت 239 اسما إسرائيليا للعمليات العسكرية.
 
ويؤكد المقدم الأميركي غريغوري سيمنسكي في تقرير نشرته مجلة براميترز التابعة للجيش الأميركي أن الأسماء ليست مجرد كلمات، بل هي أدوات استراتيجية تسهم في تشكيل التصورات العامة.
 
من جهته، أكد البروفيسور راي إلدون هيبيرت في مقالته "العلاقات العامة كسلاح في الحرب الحديثة" أن الاستخدام الفعال للكلمات لا يقل أهمية عن استخدام الأسلحة والذخائر، مشيرًا إلى أن الفوز بالحروب الحديثة لا يقتصر على الانتصار في ساحة المعركة، بل يتطلب أيضًا كسب العقول والقلوب.
 
فمن يحدد أسماء العمليات؟ وكيف يتم ذلك؟ وما هي أبرز العمليات الإسرائيلية التي تحمل دلالات دينية؟
 
كيف يتم اختيار الأسماء؟
 
بحسب تقرير "بلينكس"، تقع مسؤولية اختيار أسماء العمليات العسكرية الإسرائيلية في البداية على عاتق ضباط في المستويات الوسطى داخل وزارة الدفاع، وفقًا لسيمنسكي، إذ يتمتعون بحرية كبيرة في انتقاء الأسماء التي تهدف إلى التأثير في كيفية تلقي العمليات من قبل الجمهور المحلي والدولي.
 
ويعتمد الجيش الإسرائيلي في بعض الحالات على برامج حاسوبية متخصصة، تولد قائمة من الأسماء المقترحة، التي تخضع لمعايير دقيقة لضمان فاعليتها في تشكيل الرأي العام وتعزيز الصورة المطلوبة للعملية العسكرية.

ويقول البروفيسور هيبيرت إنه على هؤلاء الضباط تطوير مهاراتهم في اختيار الأسماء بنفس مستوى كفاءتهم في التخطيط العسكري.
 
وبمجرد اختيار الاسم باللغة العبرية، يخضع لعملية ترجمة دقيقة إلى اللغتين العربية والإنكليزية قبل إعلانه الرسمي. ووفقًا لما نقلته وكالة الأناضول عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فإن هذه العملية تُنفذ بعناية لضمان أن يكون الاسم المختار مؤثرًا ومتوافقًا مع الاستراتيجية الإعلامية العامة للجيش الإسرائيلي.
 
أسماء عمليات ذات دلالات دينية
 
تُعتبر العديد من العمليات العسكرية الإسرائيلية مستوحاة من الروايات الدينية، مثل:
 
"عمود السحاب"
 
تستمد عملية "عمود السحاب" التي نفذتها إسرائيل عام 2012 اسمها من قصة توراتية تشير إلى عمود السحاب الذي رافق اليهود خلال خروجهم من مصر، حيث كان يمثل حاجزًا دفاعيًا ضد الجيش المصري عند البحر الأحمر.
 
 
ووفقًا للمفسر التوراتي "راشي"، فإن عمود السحاب لم يكن مجرد فاصل بين الجيشين، بل كان درعًا تحمي من الهجمات. الاسم العبري يرمز إلى الحماية الإلهية، ما يفسر ترجمته إلى "عمود الدفاع" بالإنكليزية، إذ تهدف إسرائيل من خلاله إلى تبرير العملية كإجراء دفاعي.
 
وأسفرت العملية، التي استمرت 8 أيام، عن استشهاد 190 فلسطينيًا وإصابة 1500 آخرين وفقًا لوكالة الأناضول، وجاءت كرد على عملية "حجارة السجيل" التي شنتها حركة حماس.
 

"عناقيد الغضب"
 
تستمد عملية "عناقيد الغضب" التي نفذتها إسرائيل عام 1996 اسمها من تعبير ديني مستوحى من الكتاب المقدس، وتحديدًا من سفر الرؤيا، إذ تُرمز "عناقيد الغضب" إلى العقاب الإلهي الحتمي الذي يُنفَّذ على الأعداء. يعكس الاسم بُعدًا دينيًا، واستعملته إسرائيل لتبرير هجماتها باعتبارها إجراءً عقابياً ضرورياً لضمان الأمن والاستقرار.
 
تشير النصوص الدينية إلى أن العنب الناضج يُجمع ليُداس في "معصرة الغضب الإلهي"، ما يرمز إلى الفناء والعقاب النهائي. واستُخدم هذا الرمز لتعزيز شرعية العملية في نظر الجمهور المحلي والدولي، وتقديمها كاستجابة حازمة للتهديدات الخارجية.
 
وأسفرت العملية، التي استمرت 16 يومًا، عن استشهاد 154 مدنيًا لبنانيًا وإصابة 351 آخرين، وجاءت كرد على قصف حزب الله لشمال إسرائيل.

"السيوف الحديدية"
 
هو الاسم الذي أطلقته إسرائيل على الحرب ضد حركة حماس، ردًا على هجوم 7 تشرين الأول 2023 الذي تزامن مع عيد "سيمحات توراة" اليهودي، وأسفر عن مقتل أكثر من 1100 إسرائيلي واحتجاز نحو 250 شخصًا.
 
وتحمل عملية "السيوف الحديدية" دلالات دينية عميقة في السياق الإسرائيلي، إذ تربطها الروايات اليهودية بالصراع المستمر بين إسرائيل وأعدائها.
 
 
وفقًا للتفسير المنشور في Israel National News، فإن الاسم يعكس مفهوم الدفاع عن الحقيقة الإلهية في عالم مليء بالخداع، مستوحى من الروايات التوراتية المتعلقة بصراع يعقوب وعيسى.
 
 
وتُصور العملية على أنها معركة بين الخير والشر، حيث تلعب إسرائيل دورًا محوريًا في تحقيق العدالة الإلهية.
 
مع ذلك، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن عدم رضاه عن الاسم، معتبرًا أنه لا يعكس حجم الحرب، واقترح بدائل مثل "حرب التكوين" و"حرب سيمحات توراة" لربطها بالسياق الديني، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.
 
استمرت العملية 15 شهرًا، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطينيّ وإصابة مئات الآلاف. (بلينكس - blinx)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك