أفرجت إسرائيل عن محمد أحمد عبد الحميد الطوس أقدم أسير فلسطيني اليوم السبت، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لاتفاق الذي بدأ تنفيذه في كانون الثاني الجاري، بعد 39 عامًا قضاها في السجون الإسرائيلية.
الطوس، الذي يُعرف بلقب "عميد الأسرى الفلسطينيين"، أمضى 39 عامًا خلف القضبان منذ اعتقاله في عام 1985 بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ومحمد أحمد عبد الحميد الطوس، المعروف باسم "عميد الأسرى الفلسطينيين"، هو رمز من رموز النضال الفلسطيني، وأحد أقدم الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية. وُلد في عام 1952 في منطقة الجبعة شمال غربي الخليل في الضفة الغربية، ونشأ في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي احتل ما تبقى من الأراضي عام 1967.
ومنذ سنوات شبابه الأولى، انخرط في العمل الوطني، مؤمنًا بحق شعبه في الحرية والاستقلال.
واعتقل الطوس في عام 1985، بعد اتهامه بالانخراط في عمليات مسلحة ضد إسرائيل، والانتماء لحركة فتح، والمسؤولية عن مقتل جندي إسرائيلي.
ووجهت له المحاكم العسكرية الإسرائيلية تهمًا تتعلق بالمشاركة في أعمال عسكرية ضمن تنظيمات مقاومة فلسطينية، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
منذ ذلك الحين، قبع الطوس في سجون إسرائيل وأصبح شاهدًا حيًا على معاناة الأسرى الفلسطينيين، وعلى التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها القضية الفلسطينية.
ورفضت إسرائيل الإفراج عن محمد الطوس في جميع صفقات التبادل والإفراجات التي جرت طوال مدة اعتقاله، التي امتدت على مدى 39 عامًا.
وفي عام 2015، واجه الطوس إحدى أقسى محطات حياته الأسرية، عندما تدهورت صحة زوجته كثيرًا، ودخلت في غيبوبة استمرت عامًا كاملًا قبل أن تفارق الحياة، دون أن يُسمح له بوداعها.
ويُعد الطوس من بين الأسرى الذين اعتُقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، والذين يُقدر عددهم اليوم بـ21 أسيرًا فقط.
وتقول تقارير حقوقية فلسطينية إن الطوس تعرض كغيره من الأسرى الفلسطينيين لظروف احتجاز قاسية، تضمنت الإهمال الطبي المتعمد، والعزل الانفرادي، والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية.
لكن الطوس، وفق نادي الأسير الفلسطيني، حافظ على صلابته، وأصبح مصدر إلهام للأسرى الآخرين وللشعب الفلسطيني عمومًا. (ارم نيوز)