أشعلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد الماضي، موجة دبلوماسية مفاجئة حيث اتهم جنوب إفريقيا بمصادرة الأراضي وأن فئات معينة من الناس تُعامل بشكل سيئ، في إشارة للبيض، متوعدا بقطع المساعدات.
هذه التصريحات جاءت تكراراً لاتهامات مماثلة وجهها مراراً الملياردير الأميركي إيلون ماسك لحكومة جنوب أفريقيا، حيث اتهما بالعنصرية ومناهضة البيض.
لحل الأزمة لجأ بيجاني تشاوك، مستشار الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، إلى والد ماسك إرول لترتيب مكالمة بين ابنه والرئيس الجنوب أفريقي.
ترتيب محادثة سريعة
فقد زعم والد ماسك أنه رتب مكالمة ابنه مع زعيم جنوب إفريقيا أنه سئل عما إذا كان بإمكانه ترتيب محادثة سريعة بين رامافوزا وإيلون الليلة، ففعل ذلك ثم تحدثا بعد بضع دقائق.
وأظهر لفترة وجيزة تبادلا للرسائل على واتساب بينه وبين تشوك والتي تدعم كلامه، وفق وكالة رويترز.
من جانبه أكد مكتب رامافوزا المحادثة الهاتفية مع إيلون ماسك، الذي ولد في جنوب إفريقيا، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" الخاصة برجل الأعمال.
وقال إرول ماسك، إن ترامب سيكون على حق في خفض التمويل لجنوب إفريقيا، مشيرا الى انه لا يعرف ما إذا كان ابنه قد مارس نفوذاً على ترامب بشأن هذه القضية.
وأضاف أنه لا يعتقد أن ذلك كان ضروريا لاسيما أن واشنطن محقة في التدقيق في كيفية استخدام التمويل الأميركي في الخارج.
هل تريد زيمبابوي هنا؟
إلى ذلك شد ماسك الأب: "لا أستطيع إلا أن أتخيل أن إيلون ماسك كان ليقول (لرامافوزا) 'نريد مساعدتك ولكن عليك أن تنهي هذه الحرب على البيض في جنوب إفريقيا'".
وأضاف: "أتخيل أنه كان ليقول 'هل تريد زيمبابوي هنا؟'". في إشارة عمليات الاستيلاء العنيفة على المزارع المملوكة للبيض والتي حرض عليها الرئيس الزيمبابوي الراحل روبرت موغابي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي أدت إلى هجرة الآلاف من المزارعين البيض.
قطع التمويل
يذكر أن ترامب أعلن أنه سيقطع التمويل عن جنوب أفريقيا ردا على تلك الممارسات مما دفع إلى انخفاض بنحو 2٪ في الراند الجنوب أفريقي في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، وانخفاض الأسهم والسندات الحكومية.
في حين ارتفعت تكلفة تأمين الديون في جنوب إفريقيا ضد التخلف عن السداد إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل آب.
وكان ترامب يشير إلى مشروع قانون وقعه رامافوزا الشهر الماضي بهدف معالجة التفاوتات العرقية في ملكية الأراضي التي استمرت في جنوب إفريقيا منذ انتهاء نظام الفصل العنصري قبل 30 عاما وهو هدف للنقد العام من قبل إيلون ماسك والعديد من المزارعين البيض.
فيما يسمح القانون للدولة بمصادرة الأراضي "للمصلحة العامة"، في بعض الحالات دون تعويض المالك.
وكانت جنوب إفريقيا قد حددت سابقا هدفا للحكومة بنقل 30٪ من الأراضي الزراعية إلى أيدي السود والتي تم تأجيلها مرارا وتكرارا. اعتبارا من عام 2018، تم نقل 8٪ فقط، وفقا لمسح حكومي لسندات الملكية.
يشار الى ان اشنطن تعهدت بتقديم 440 مليون دولار كمساعدات لجنوب إفريقيا في عام 2023، منها 315 مليون دولار لفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
وقال رامافوزا إن التمويل الأميركي يمثل 17٪ من برنامج جنوب إفريقيا للوقاية من وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والذي يؤثر بشكل غير متناسب على الفقراء والسود.