Advertisement

عربي-دولي

بالمكانس والحجارة.. سكان غزة يعيدون بناء منازلهم وسط الركام

Lebanon 24
06-02-2025 | 06:21
A-
A+
Doc-P-1316628-638744457739607795.png
Doc-P-1316628-638744457739607795.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب موقع "إندبندنت عربية": 
 
ينكب الغزيون على إزالة مخلفات الحرب من أنقاض وردم وبقايا صواريخ ورصاص، وهم يتلفتون حولهم عاجزين عن تحديد موعد زمني لإنهاء تلك الأعمال الشاقة لهول الدمار.
Advertisement

عندما وصل كريم إلى شقته السكنية، طار فرحاً لأنها قائمة ويمكنه العيش فيها، لكن قبل أن يسكنها يجب عليه القيام بكثير من المهام مثل تنظيفها من الردم وتصليح عديد من الثغرات فيها، وهذا أمر صعب يحتاج إلى مجهود كبير.

تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في تدمير أجزاء واسعة من شقة كريم، يقول "وجدت ثغرة كبيرة في حائط الصالة التي سقطت وأصبحت مكشوفة تطل على الشارع مباشرة، وهناك فجوة أخرى في حائط غرفة ثانية، أما غرفة الأطفال فهي غير مهيأة نهائياً للسكن".

مكنسة مهترئة
الضرر الأكبر في شقة كريم كان في غرفة الأطفال التي سقطت شرفتها بالكامل وانهار حائط يطل على الشارع، ورغم كل هذا الخراب في البيت فإن الرجل قرر إعادة ترميم منزله والعيش فيه.

ينظر كريم لشقته السكنية كأنها كنز ثمين طالما هي قائمة، ويتجاهل الركام والدمار اللذين حل بها، واستغلالاً للوقت قرر البدء في إعادة ترميمها مباشرة ليتمكن من العيش فيها، بدلاً من عذاب الخيام ومعاناة المكوث في مدارس الإيواء.

شمر كريم عن ساعديه، وأمسك مكنسة مهترئة بالية لا تصلح للتنظيف، وبدأ في كنس الركام من بيته، لكنه عجز عن إسقاط أي عمود اخترق منزله، طلب من جيرانه المساعدة، تكاتف 10 رجال وأخذوا يزحزحون الأعمدة الضخمة تدريجاً حتى رموها فوق ركام عمارة مدمرة بالكامل.

جاهز للعيش وسط الخطر
هكذا يكون كريم انتهى من أول مهمة، ولينجز باقي المهام بصورة أسرع اشترى قطعاً من النايلون المقوى وبعض الأخشاب ومسامير حديدية ومطرقة، وأخذ يغلق الثغرات في بيته، يضيف "أصبحت الشقة جاهزة للعيش، لكن الحياة فيها خطرة للغاية، لدي أطفال وأخاف عليهم السقوط من أعلى".

مع تحول معظم المنازل في قطاع غزة إلى أكوام من الأنقاض، اضطر السكان لاستصلاح بيوتهم، وأخذوا يبتكرون أفكاراً لإعادة ترميم الشقق السكنية بطرق بدائية وفيها نسبة خطورة عالية، لكنهم مجبرون على ذلك، إذ لا توجد أي شقق سكنية صالحة للعيش، وكذلك لم تبدأ إسرائيل في تنفيذ البروتوكول الإنساني الذي تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار وبموجبه من المفترض أن تسمح تل أبيب لإدخال مساكن صغيرة متنقلة "كرفانات".

غرفة واحدة وسط الخراب
في بيت حمدان كل شيء خراب، غرف النوم مليئة بالركام، والمطبخ تعرض لقصف مدفعي وسقط بالكامل، والحمام حائطه مهدم، ولا سقف للمنزل فقد دمرته الحرب، ورغم ذلك قرر العيش وسط هذا الدمار.

استصلح حمدان غرفة واحدة، أزال منها الركام ونظفها بالكامل، وعاش فيها برفقة أطفاله، يقول "لا سقف يحمينا من المطر والرياح وأشعة الشمس، ولا باب نغلقه ليلاً، كأننا نعيش في الشارع فعلياً".

حجارة مرصوصة
عندما بزغ الفجر خرج صبري إلى الشارع يبحث بين أكوام الأنقاض الضخمة عن حجارة سليمة من القصف، يستصلح بعضاً منها، ويجمعها عند مدخل بيته، يقول "سأضطر إلى استخدام هذه الحجارة لإعادة بناء الحائط المهدم في بيتي".

يعمل صبري وحده طوال اليوم في نقل الحجارة من الشارع إلى بيته، يصف الحجارة فوق بعضها بعضاً بطريقة بدائية، من دون أن يضع طبقة من الأسمنت بينها، يضيف "لا يوجد أسمنت في غزة، بحثت كثيراً ولم أجد، إذا ركل أي طفل كرة قدم على هذه الحجارة ستنهار في ثانية، هي مصفوفة فوق بعضها فقط".

طريقة إصلاح صبري لبيته غير آمنة نهائياً، وفي الأساس جميع طرق إعادة تأهيل البيوت في غزة غير آمنة، ولكنه يحاول تهيئة المكان ليصبح صالحاً للعيش ولو بالحد الأدنى، خصوصاً في ظل عدم تلقيه أي مساعدة من الحكومة أو من المؤسسات الدولية في شأن إعادة إعمار بيته.

لوح صفيح من دون تثبيت
في بيت عطوة ثغرة كبيرة في الحائط، اشترى ألواحاً من الصفيح "الزينكو" المهترئ ليغطيها، وباشر بوضعها وهو يمسح عرقه الذي يتصبب من جبينه بينما يدق مسماراً حديدياً لتثبيتها بطريقة متينة، إلا أن جهوده باءت بالفشل.

يحاول مجدداً تثبيت اللوح، ويكرر ذلك مرات عدة، وعندما عجز عن ذلك سارع لمناداة أطفاله قائلاً لهم "سأضع هذا اللوح هنا، من دون تثبيت، سيبقى الخطر قائماً لذلك يمنع عليكم الاقتراب من هذه الناحية، أي خطأ يعرض للسقوط ما قد ينهي حياتكم".

سند عطوة رأسه على الحائط واليأس يملأ قلبه، لا يعرف ماذا يفعل، لكن قراره ثابت فهو لن يغادر منزله ليعيش في خيمة أو مركز إيواء رغم الخطر المحدق بأطفاله.

سهيل جاهز للعيش
أحدث ارتطام الأحجار التي يلقيها سهيل من شقته للشارع صوتاً ضخماً، وبعدما انتهى من هذه المهمة أخذت أصوات كنس الزجاج تتعالى، لكنه بسرعة جهز بيته للسكن وعندما عاش فيه واجهته مشكلة في الصرف الصحي.

على سلم مصنوع من الحبال يتدلى من سطح منزله تسلق سهيل، يحاول إصلاح شبكة الصرف الصحي التي تعرضت للتدمير، استغرق عمله فيها أكثر من 10 ساعات متواصلة، فرحاً قفز عن السلم الركيك وهتف "بيتي أصبح جاهزاً للعيش". (اندبندنت عربية)

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك