ذكر موقع "الإمارات 24" أنّ العميد الفخري لكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس جيمس ستافريديس، تطرّق إلى إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئ حول سعي الولايات المتحدة لإنشاء نظام دفاع صاروخي يُشبه القبة الحديدية، والذي استلهم فكرة من مبادرة "حرب النجوم" التي أطلقها رونالد ريغان قبل عقود.
وكتب ستافريديس في شبكة "بلومبرغ" أن خطة ريغان لنظام "اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية الاستراتيجية قبل أن تصل إلى أراضينا أو أراضي حلفائنا" لم تتحقق قط.
وبالمثل، تعد رؤية ترامب لـ "القبة الحديدية لأميركا" شاملة، لكنها تواجه تحديات مماثلة لتلك التي واجهها ريغان، والذي تكهن في عام 1983 بأنها "قد لا تتحقق قبل نهاية هذا القرن".
ومع ذلك، بالنظر إلى التهديدات والفرص التي فرضتها التطورات التكنولوجية الجذرية والتغيرات الجيوسياسية السريعة، ليس أمام الولايات المتحدة بديل سوى احتضان هذا التحدي الوجودي.
ويكلف الأمر التنفيذي لترامب وزارة الدفاع بتطوير نظام أكثر تعقيداً بكثير من القبة الحديدية الإسرائيلية الحالية.
وسيعتمد النظام الجديد على نهج "نظام الأنظمة" للتصدي للصواريخ الباليستية المعادية، إلى جانب مواجهة الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ المجنحة.
وكما حدث مع نظام ريغان قبل 40 عاماً، سيعتمد هذا النهج على نظام فضائي يدمج أجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية.
ومن منظور التهديد، يبدو التوقيت مناسباً. تقوم الصين وروسيا بتطوير صواريخ كروز فرط صوتية قاتلة، تتنقل بسرعات تفوق الصوت بمرات عدة، وتُصمم لتوجيه ضربات تقليدية أو نووية.
هذه الصواريخ يمكنها المناورة بسرعة، مما يجعل من الصعب التعامل معها باستخدام الأنظمة الحالية، ما يشكل تحديات فنية هائلة.
ويذكر ستافريديس أنه يملك خبرة عميقة في مجال الدفاع الجوي، فخلال خدمته في البحرية، عمل على أفضل السفن الحربية المضادة للطائرات في العالم، مثل الطرادات والمدمرات المجهزة بنظام الدفاع الجوي "إيجيس".
وتعلم ستافريديس صعوبة تصميم وبناء وتشغيل نظام دفاع جوي واحد على متن سفينة مخصصة، في بيئة بحرية بسيطة نسبياً.
وعندما كان القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي، أشرف على التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وشهد كيف واجه الإسرائيليون تحديات كبيرة في تشغيل نظام متعدد الطبقات، في وقت كان فيه المدنيون في خطر.
ويُحدّد ستافريديس ثلاثة عناصر حاسمة لنجاح القبة الحديدية الجديدة:
أولاً، القدرة على امتلاك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية في الفضاء، وهو ما سيمكن من رصد التهديدات من كافة الجهات.
ثانياً، استخدام الذكاء الاصطناعي لربط أجهزة الاستشعار الفضائية والصواريخ الاعتراضية مع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية. وفي ظل التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي، يعد هذا خياراً واعداً للنجاح.
ثالثاً، تطوير طريقة جديدة لتدمير الصواريخ المعادية، وهي الليزر. على الرغم من بعض النجاحات الأخيرة مع نظام "هيليوس"، تظل التحديات الفنية مرتفعة.
التحديات المستقبلية
ويبدو أن الليزر هو السلاح الذي سيشكل الدفاع الجوي المستقبلي، ولكن من الصعب تصور نظام قبة حديدية فعال دون الاعتماد عليه.
ويتطلب هذا النظام استثماراً ضخماً، إذ ستتولى وكالة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية مسؤولية تنفيذ الأمر التنفيذي.
ويتوقع أن تصدر الوكالة توجيهات لتوفير البنية اللازمة خلال 60 يوماً، وهي فترة قصيرة للغاية بالنظر إلى شروط التعاقد الدفاعي. (الامارات 24)