اعتبر خبراء أن هناك 4 عراقيل تُشكل "قنبلة موقوتة" أمام محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، ما يهدد إمكانية عدم نجاح الوسطاء الدوليين والإقليميين بالتوصل لاتفاق بشأنها.
ومن المتوقع أن تبدأ خلال الأسبوع الجاري مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تأخرت على إثر تأجيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال وفده للمفاوضات إلى قطر.
وستخصص المرحلة الثانية لتبادل الجثامين والتفاوض على الإفراج عن كبار الأسرى الفلسطينيين، والملفات العالقة التي لم يتم التوافق عليها بالمرحلة الحالية، إلى جانب رفع وتيرة المساعدات الإنسانية للقطاع.
4 عقبات
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، إن هناك 4 عقبات أمام المرحلة الثانية لاتفاق التهدئة، الأولى "تتمثل في أسماء كبار الأسرى الفلسطينيين الذين ترغب حماس بالإفراج عنهم، وبشكل خاص مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامة، وعبد الله البرغوثي".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل لا يمكن أن تقدم تنازلات بشأن أسماء كبار الأسرى بسهولة، وهي بحاجة لتنازلات أكبر من الفلسطينيين بهذا الشأن علاوة على أن الصفقة المقبلة لن تشمل جميع الأسماء التي تطالب بها حماس".
وأشار صباغ إلى أن "العقبة الثانية أمام المرحلة الجديدة تتمثل في طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطته بشأن قطاع غزة، وهي التي أثارت مخاوف حماس من إمكانية عدم ضمانها لاستمرار حكمها لغزة، وهو الأمر الذي يعتبر استراتيجيًا بالنسبة لها".
أما العقبة الثالثة، وفق الخبير السياسي صباغ، فتتمثل في عدم تطبيق إسرائيل بعض بنود المرحلة الأولى خاصة البند الإغاثي، والذي سيكون سببًا في طول أمد المفاوضات بين طرفي القتال بغزة، خاصة وأن حماس بحاجة للمساعدات من أجل تثبيت استقرار حكمها للقطاع.
أما العقبة الرابعة فتتعلق بآلية الانسحاب الإسرائيلي عسكريًا من قطاع غزة، خاصة أن الترجيحات تشير إلى تكرار ذات السيناريو المتعلق بلبنان، حين رفضت إسرائيل الالتزام بالانسحاب من جنوبها وفق الاتفاق بين تل أبيب وبيروت.
قنبلة موقوتة
بدوره رأى المحلل السياسي جهاد حرب إن "المرحلة الثانية من التهدئة بين إسرائيل وحماس يمكن اعتبارها القنبلة الموقوتة التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار الاتفاق والعودة للقتال أو تمريره، والتوافق على مختلف الملفات العالقة".
وقال حرب لـ"إرم نيوز"، إن "مختلف الملفات بهذه المرحلة صعبة ومعقدة وتحتاج إلى بحث مكثف وجهد استثنائي من قبل الوسطاء من أجل ضمان التوصل إلى اتفاق بشأنها"، مرجحًا أن تضع إسرائيل العقبات والعراقيل أمام ذلك.
وأشار حرب إلى أن "خطة ترامب عقدت مهمة الوسطاء للتوصل لاتفاق بشأن المرحلة الثانية، خاصة أن إسرائيل ترغب في بدء الولايات المتحدة بشكل فعلي بتنفيذ الخطة"، مؤكدًا أن فشل المفاوضات سيدفع واشنطن لذلك.
وشدد على أنه "بدون ضغط حقيقي من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد لن يتمكن طرفا القتال من التوصل إلى اتفاق"، متابعًا "قد يتم التوافق على تمديد المرحلة الأولى من التهدئة مقابل التفاوض على اتفاق نهائي". (إرم نيوز)