اعتبر وزير خارجية أوكرانيا السابق دميتري كوليبا أن كييف فقدت فرصة امتلاك أسلحة نووية عند توقيع مذكرة بودابست عام 1994، وإذا قررت الآن السعي للحصول عليها فإنها ستخسر دعم شركائها.
وقال كوليبا في مقابلة صحفية: "إذا قررنا الآن السعي لامتلاك أسلحة نووية، فعلينا أن ندرك أن ذلك يعني فقدان جميع الشركاء، وكل الإمدادات العسكرية، ورفع العقوبات عن روسيا عند أول موعد مقرر لتجديدها. بمعنى آخر، الأسلحة النووية هي من المحظورات. لقد ضاعت فرصة أن تظل أوكرانيا دولة نووية في عام 1994".
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ورثت كييف ترسانة نووية كبيرة. ولكن في عام 1994، وقعت أوكرانيا على مذكرة بودابست التي نصت على تخليها عن ثالث أكبر مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العالم مقابل وعد من الدول الموقعة الأخرى، وهي روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، بضمان أمنها.
واعتبر كوليبا أن ممثل كييف الذي سيوقع على وثيقة سلام تتضمن التخلي عن الانضمام إلى حلف الناتو "لديه فرصة للنجاة"، أما الذي سيتخلى عن الأراضي التي لا تسيطر عليها أوكرانيا فيمكن أن يقتل جسديا أو سياسيا، وأضاف أن إيجاد صيغة مناسبة لتوصيف قضية الأراضي سيكون أمرا بالغ الصعوبة.
وحسب كوليبا، فإنه لا ينبغي لكييف أن تتراجع عن أهدافها المتمثلة في نيل العضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والعودة إلى حدود عام 1991 - لكن تحقيقها سيستغرق وقتا طويلا وسيتطلب جهودا ضخمة.
وفي وقت سابق، صرح فلاديمير زيلينسكي بأن عملية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو قد تستغرق سنوات أو عقودا، ولضمان الأمن يجب على الغرب تزويد كييف بأسلحة نووية.
وتعليقا على هذا الطرح، قال المبعوث الأميركي الخاص لتسوية الأزمة الأوكرانية، كيث كيلوغ، إن فرص عودة السلاح النووي إلى أوكرانيا ضئيلة أو تساوي الصفر، ولن يحدث ذلك.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحات زيلينسكي حول ضرورة تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية تعكس كونه شخصية "مهووسة" تعتبر الكوكب موضوعا لخيالاتها المرضية.
وفي عام 2024 ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين اقترحوا إعادة الأسلحة النووية إلى أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الحديث عن إمكانية نشر أسلحة نووية في أوكرانيا أمر غير مسؤول، ويصدر عن أولئك الذين لا يفهمون الواقع جيدا. وفي وقت لاحق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن نقل أسلحة نووية إلى كييف سيكون خطوة كبيرة نحو تصعيد تستحيل السيطرة عليه بشكل مطلق.