ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أنه "كان لا بد من التعامل مع وعد حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا في يوم واحد بقدر كبير من الحذر. ولكن بعد محادثاته الأسبوع الماضي مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومع المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ الذي من المقرر أن يصل إلى كييف هذا الأسبوع، هناك توقعات متزايدة بأن التسوية قد تحدث. وبعد ثلاث سنوات من الغزو الكامل لأوكرانيا، يزعم زيلينسكي أن بوتين لا يستعد للسلام وأن الضغط المتزايد على روسيا فقط هو الذي سيوقف الإرهاب. وقال بعد هجوم صاروخي على كييف الأسبوع الماضي: "في الوقت الحالي، نحتاج إلى وحدة ودعم جميع شركائنا في الكفاح من أجل نهاية عادلة لهذه الحرب"."
وبحسب الصحيفة، "إذا كان إيمان أوكرانيا بالغرب يضعف، فذلك لسبب وجيه. بعد ثلاث سنوات من الحرب الاستنزافية الوحشية وخسارة مئات الآلاف من الأرواح، أصبح الأوكرانيون متعبين وأصبح من الصعب الشعور بالتفاؤل. كما وليس من المستغرب أن يعارض الأوكرانيون بأغلبية ساحقة خفض سن التجنيد من 25 إلى 18 عامًا، كما حثت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن العام الماضي. وبناء على ما سبق، فإن البلاد تقبل بشكل متزايد أن التسوية لابد وأن تتم من خلال المفاوضات وليس القتال".
وتابعت الصحيفة، "من الجدير بالذكر أن العديد من الروس يريدون أيضا التوصل إلى إمكانية إجراء محادثات. ففي حين يبدو أن الدعم لبوتين لا يزال مرتفعا وأن معظم الروس يصدقون روايته للأحداث، من الواضح أن الموافقة على "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا تتراجع مقارنة باستطلاع عام 2023. ومن اللافت للنظر أن ما يقرب من نصف الروس قالوا إن الحياة ساءت على مدى السنوات الثلاث الماضية، وعندما طلب منهم أن يقولوا من يلومون على هذا، كانت "الحكومة الفيدرالية" و"الرئيس" و"الصراع في أوكرانيا" هي الإجابات الأولى. وتقول أغلبية كبيرة من الناس إنهم يتوقعون أن تنتهي الحرب بحل دبلوماسي، ويقولون إنهم يريدون البدء بالمفاوضات".
وبحسب الصحيفة، "هذا لا يعني أن النهاية باتت وشيكة، فمعظم الأوكرانيين يعتقدون أن الحرب ستظل مستمرة حتى بعد عام من الآن. وفي حين يعتقد أغلبهم أن انتخاب ترامب ينبئ بنهاية أسرع للصراع، فإن أقلية فقط تعتقد أن هذا يعني نتيجة أفضل لأوكرانيا.علاوة على ذلك، فإن الاستعداد للتفاوض لا يعني السلام بأي ثمن. ففكرة الاعتراف الرسمي بأراضيهم باعتبارها روسية تشكل لعنة على الأوكرانيين، وهذا يؤكد التزامهم بسلامة أراضيهم وكرامتهم الوطنية، وهما أمران استهان بهما الحلفاء الغربيون باستمرار. كما أنهم لا يثقون كثيراً في الضمانات الأمنية الغربية التي لابد وأن تكون جزءاً من أي تسوية. لقد فشل الغرب لمدة ثلاث سنوات في الوفاء بخطابه "مهما كان الأمر" في الدفاع عن أوكرانيا. ومع الدخول إلى المرحلة النهائية فلا يمكن للغرب أن يتردد أكثر من ذلك".