يعتقد أن كوكبًا يشبه نبتون يدور حول نجم فائق السرعة يتحرك بسرعة مذهلة تبلغ 1.9 مليون كيلومتر في الساعة، مما يجعله أسرع نظام كوكبي خارجي معروف تم رصده على الإطلاق.
وإذا تم تأكيد ذلك، فسيمثل هذا أول حالة يتم فيها العثور على كوكب يرافق مثل هذا النجم سريع الحركة، وتم الاكتشاف من قبل فريق من باحثي ناسا الذين قاموا بتحليل بيانات تعود إلى عام 2011.
وتم تحديد وجود هذا النظام من خلال العدسة الدقيقة، وهي تقنية تنبأت بها نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، والتي تسمح باكتشاف الأجرام الكونية البعيدة من خلال ملاحظة كيف تنحني جاذبيتها الضوء القادم من النجوم الخلفية.
الاكتشاف من خلال العدسة الدقيقة
وبحسب دراسة نشرت في مجلة The Astronomical Journal، تم رصد إشارة تشير إلى وجود جسمين، وذكر شون تيري، الباحث في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا ، لموقع سبيس دوت كوم، أن النظام يُعتقد أنه يتكون من نبتون عملاق يدور حول نجم منخفض الكتلة على مسافة مماثلة للفضاء بين الزهرة والأرض.
مكّن تأثير العدسة الجاذبية العلماء من تحديد نسبة الكتلة بين الجسمين، على الرغم من أن القياسات الدقيقة لا تزال غير مؤكدة.
وأوضح ديفيد بينيت، عالم أبحاث كبير في جامعة ماريلاند ومركز جودارد التابع لوكالة ناسا، لموقع سبيس دوت كوم أن حساب نسبة الكتلة أمر بسيط، لكن تحديد الكتلتين بدقة أكثر تعقيدًا بشكل كبير بسبب مسافة النظام.
نجم وكوكبه أم كوكب مارق وقمر؟
وتشير البيانات الصادرة عام 2011 إلى أن الجسم الأكبر قد يكون إما نجمًا منخفض الكتلة أو كوكبًا مارقًا، مع احتمال أن يكون الجسم الأصغر إما كوكبًا خارجيًا يشبه نبتون أو قمرًا ، ولتوضيح ذلك، أعاد الباحثون النظر في السجلات الرصدية من مرصد كيك في هاواي ومهمة جايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
وخلص الفريق إلى أنه إذا كان الجسم الأساسي كوكبًا مارقًا، فلن يكون مرئيًا بدون عدسة الجاذبية. وإذا كان نجمًا، فإن سطوعه سيؤكد هويته، وقد دعمت الملاحظات اللاحقة السيناريو الأخير، والتي حددت جسمًا ساطعًا يبعد حوالي 24000 سنة ضوئية بالقرب من المنطقة المركزية المكتظة بالسكان في درب التبانة.
رحلة محتملة بين المجرات
تم تقييم حركة النجم على مدى عقد من الزمان، وكشفت عن سرعته القصوى، و إذا تم أخذ مكونات السرعة ثلاثية الأبعاد الإضافية في الاعتبار، فقد تتجاوز السرعة 1.3 مليون ميل في الساعة (600 كيلومتر في الثانية)، متجاوزة سرعة إفلات مجرة درب التبانة ، وهذا يشير إلى أن النجم وكوكبه الخارجي قد يغادران المجرة في النهاية.
وذكرت الباحثة أبارنا بهاتاشاريا من جامعة ميريلاند لموقع سبيس دوت كوم أنه من المخطط إجراء المزيد من عمليات الرصد عالية الدقة لتحديد ما إذا كان حدث العدسة في عام 2011 يتوافق مع نظام السرعة الفائقة المشتبه به.
ومن المتوقع أن يوفر الإطلاق القادم لتلسكوب نانسي جريس رومان الفضائي في عام 2027 المزيد من الأفكار حول النجوم فائقة السرعة ورفاقها الكوكبيين المحتملين، حيث يسلط قائد المهمة شون تيري الضوء على قدرة التلسكوب على إجراء مسوحات شاملة دون الحاجة إلى تلسكوبات إضافية. (اليوم السابع)