نشر موقع "بلينكس" الإماراتي تقريراً جديداً تحت عنوان: "هجوم 7 أكتوبر.. كيف وثقت إسرائيل فشلها؟"، وجاء فيه:
اعترف الجيش الإسرائيلي بالفشل التام في التعامل مع هجوم حماس في 7 أكتوبر من العام 2023، وفقاً لما أعلنه مسؤول عسكري إسرائيلي، الخميس 27 شباط.
وقال المسؤول في تصريحات لصحافيين إن هجوم حماس كان عبارة عن "إخفاق تام"، مؤكدا أن الجيش "أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين في المواقع التي تعرضت للهجمات".
وشنت حماس هجوماً واسعاً على مناطق إسرائيلية، أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للتقارير الرسمية المُعلنة.
وردت إسرائيل بهجوم عنيف في اليوم ذاته، أعلن بداية حرب طاحنة على قطاع غزة أدت إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني، وتدمير أغلب مناطق القطاع، فماذا قالت إسرائيل عن هجوم حماس؟
هل استخفت إسرائيل بحماس؟
أجرى الجيش الإسرائيلي تحقيقا، نشرت وكالة رويترز ملخصا له، الخميس، أكد أن إسرائيل استخفت إلى حد كبير بقدرات حركة حماس، وقللت من إمكانية شنها هجوما كبيرا بهذا الحجم.
وذكر الملخص أن هناك اعتقادا ظل راسخا لمدة سنوات، بأن حماس ليست مهتمة بشن أي هجمات، أو بدء صراع مسلح مع إسرائيل، وظنت الاستخبارات الإسرائيلية أنها ستعرف إذا حصل تغيير في هذا الاتجاه.
وظنت الاستخبارات الإسرائيلية أن حماس يمكن أن يتم تكبيلها من خلال الضغط عليها بعدة وسائل، من بينها تحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة، ما يجعلها مُعرضة لخسارتها حال تجدد الصراع مع تل أبيب.
وتحدث مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه قائلا: "قتل الكثير من المدنيين في ذلك اليوم، وكانوا يسألون أنفسهم ويصرخون، أين الجيش الإسرائيلي؟".
وواصل المسؤول: "كان الجيش يتمتع بثقة مفرطة قبل هجوم حماس، لكنه أساء تقدير قدرات الحركة الفلسطينية التي شنت هجوما غير مسبوقا داخل إسرائيل".
وسيقدم الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقاته وعددها 77 تحقيقا منفصلا، حول ما جرى داخل البلدات والقواعد العسكرية والتجمعات السكانية التي استهدفها هجوم حماس.
15 شهرا من التحقيقات
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، في حديث نشرته وكالة "فرانس برس" إن تحقيقات إسرائيل حول هجوم 7 تشرين الأول احتاجت 15 شهراً، وركزت على 4 نقاط رئيسية، وهي: تصورات الجيش الإسرائيلي قبل 7 أكتوبر - إخفاق الاستخبارات - أحداث ليلة ما قبل الهجوم - الإجراءات العملياتية للجيش في يوم الهجوم.
وواصل المسؤول: "لم نتصور أن سيناريو مثل ذلك يمكن أن يحدث في إسرائيل، اهتمام تل أبيب كان موجها نحو إيران وحزب الله، وتم تجاهل حماس".
وقال المسؤول إن الجيش الإسرائيلي فشل في "فهم القدرات العسكرية لحماس، وكان واثقا بشكل مفرط في معرفته بالحركة"، في إشارة إلى سوء التقدير.
وتحدث مسوؤل عسكري كبير ثان عن التحقيقات المطولة قائلا: "كنا مدمنين على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، لكن الأمر لم يعد كذلك في 7 تشرين الأول"، مضيفا: "الجيش كان يعتقد أن المعلومات التي لديه دقيقة للغاية".
تفاصيل الهجوم "بعيون إسرائيلية"
خلُصت نتائج التحقيقات إلى أن الهجوم الفلسطيني نُفذ على 3 دفعات متتابعة، باستخدام آلاف المقاتلين من حركة حماس، وتنوعت مهامهم ما بين الهجوم والقتل واحتجاز الرهائن وترحيلهم إلى غزة.
وأفاد التقرير بأن الدفعة الأولى للهجوم شملت أكثر من 1000 مقاتل من وحدة النخبة في حماس، تسللوا إلى إسرائيل تحت ستار من النيران الكثيفة.
وشملت الدفعة الثانية 2000 مقاتل من حماس، بينما دخل مئات المسلحين في الدفعة الثالثة، وخلفهم آلاف المدنيين الذين خرجوا من غزة إلى مواقع إسرائيلية.
وقال المسؤول العسكري رفيع المستوى إن مجموع المتسللين إلى إسرائيل من قطاع غزة بلغ 5 آلاف شخص خلال يوم الهجوم، مؤكدا أن الساعات الأولى من الهجوم كانت حاسمة وشهدت معظم عمليات القتل وخطف الرهائن.
وعقب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي على التقرير، وأكد أنه يتحمل "المسؤولية كاملة" عن الفشل في التعامل مع الهجوم.
وقال هاليفي: "المسؤولية كاملة تقع على عاتقي، كنت قائدا للجيش في 7 تشرين الأول، وأتحمل المسؤولية عما حدث"، لكن رئيس الأركان شن حربا قاسية على غزة ردا على الهجوم ونسب الفضل إلى نفسه في تحقيق ما اعتبره إنجازات".
وقدم هاليفي استقالته الشهر الماضي بسبب "الفشل" في مواجهة هجوم حماس، على أن يبقى في منصبه حتى 6 آذار المقبل، قبل أن يتم تعيين بديلاً له. (بلينكس - blinx)