استدعت
وزارة الخارجية التركية، القائم بالأعمال الإيراني في أنقرة احتجاجًا على الانتقادات العلنية التي وجهتها طهران لسياسات أنقرة، مؤكدةً أن السياسة الخارجية لا ينبغي أن تُستخدم كأداة في السياسة
الداخلية.
جاء هذا التحرك بعد يوم واحد من استدعاء
وزارة الخارجية الإيرانية للسفير التركي، حجابي كيرلانجيتش، على خلفية تصريحات
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، التي حذّر فيها إيران من زعزعة استقرار
سوريا.
وفي تصريح أدلى به في 22 شباط الماضي، قال
وزير الخارجية التركي إن إيران تكبدت تكاليف باهظة للحفاظ على نفوذها في العراق، داعيًا طهران إلى التخلي عن "سياسات الهيمنة الإقليمية". هذه التصريحات أثارت غضب إيران، التي ردت عبر بيان لوزارة خارجيتها عقب استدعاء السفير التركي، حيث شدد مدير عام وزارة الخارجية الإيرانية لشؤون البحر المتوسط وشرق أوروبا، محمود حيدري، على ضرورة تجنب "التعليقات الخاطئة والتحليلات غير الواقعية التي قد تؤدي إلى توتر في العلاقات الثنائية".
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، وجود خلافات بين طهران وأنقرة في بعض القضايا، لكنه شدد على أهمية العلاقات الثنائية بين
البلدين. وأعرب عن أسفه لما وصفه بـ"التصريحات غير البناءة" الصادرة عن المسؤولين الأتراك، مضيفًا أن "إيران كان لا بد أن تعلن موقفها بشكل حاسم وواضح".
بدوره، انتقد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر
ولايتي، تصريحات فيدان، داعيًا المسؤولين الأتراك إلى "الالتزام بالآداب الدبلوماسية"، محذرًا من أن إيران "لن تصمت أمام المبالغات". كما ألمح بقائي إلى أن على تركيا التركيز أكثر على "سياسات الكيان الصهيوني (إسرائيل) في
سوريا والمنطقة"، بدلًا من توجيه الانتقادات لطهران.
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال حول ما إذا كان التوتر الحالي بين
البلدين سيؤدي إلى أزمة دبلوماسية أعمق، أم أن المصالح المشتركة ستدفع الجانبين إلى احتواء الخلاف وتجنب مزيد من التصعيد. (ارم نيوز)