برز اسم مقداد فتيحة، المعروف أيضًا بلقب "أبو جعفر"، مع سقوط نظام
الرئيس السوري السابق
بشار الأسد، حيث ظهر في عدة تسجيلات مصوّرة، بعضها يظهر فيه مسلحًا، بينما يدعو في أخرى إلى "الجهاد"، متحدثًا بلهجة حادة ضد النظام الجديد.
لفت فتيحة انتباه
وسائل الإعلام خلال معركة "ردع العدوان"، التي أطلقتها الفصائل المعارضة في نهاية تشرين الثاني الماضي، وأدت إلى انهيار النظام بعد عشرة أيام. وقد ظهر في عدة تسجيلات يعلّق فيها على مجريات المعارك، مبرّرًا انسحاب قوات النظام السابق.
إلا أن ظهوره الأبرز كان في شباط الماضي، حين أعلن في تسجيل مصوّر تشكيل "لواء درع الساحل"، الذي يتألف من بقايا القوات
الخاصة التابعة للجيش السوري المنحل.
في الأيام الأخيرة، كثّف فتيحة من ظهوره الإعلامي، متوعدًا الدولة
السورية الجديدة وأجهزتها الأمنية، زاعمًا أنها تمارس "انتهاكات طائفية" ضد العلويين. كما وجّه عدة خطابات إلى أبناء الطائفة العلوية، داعيًا إياهم إلى عدم تسليم أسلحتهم والانضمام إلى مجموعته، التي أكد أنها ستواصل عملياتها في الساحل "دفاعًا عن الطائفة والوطن".
في المقابل، يتهم ناشطون سوريون فتيحة بامتلاك سجل حافل بالانتهاكات خلال خدمته في صفوف قوات النظام السابق، حيث يُنسب إليه ارتكاب جرائم تعذيب وانتهاكات جسيمة، فضلًا عن مزاعم حول تورّطه في الاتجار بالمخدرات وعمليات الخطف.
وأمس الخميس، زعم فتيحة أن لواءه بات يسيطر على 90% من الساحل السوري، بعد معارك دامية أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلًا، فيما أصدرت السلطات الأمنية
السورية بيانات تؤكد سيطرتها على مدينتي اللاذقية وطرطوس، وهما الأكبر في الساحل. في ظل هذا التضارب في المعلومات، لا يزال الغموض يحيط بالموقع الذي يبث منه فتيحة تسجيلاته المصوّرة، وسط تقارير غير مؤكدة تشير إلى احتمال وجوده في لبنان.