نشرت صحيفة "ميديا لاين" تقريراً جديداً تحدثت فيه عن التهديد الذي تشكله حاملة الطائرات الإيرانية الجديدة ضد إسرائيل.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ إيران كشفت عن خطوة مهمة لتعزيز قدراتها البحرية وذلك عبر إضافة أول حاملة طائرات من دون طيار إلى أسطول الحرس الثوري تحت اسم "الشهيد باقري"، وأضاف: "لقد تمَّ تحويل السفينة، التي كانت في الأصل حاملة حاويات تجارية، إلى منصة بحرية متحركة قادرة على إطلاق طائرات من دون طيار وطائرات هليكوبتر. كذلك، يقول الخبراء إن حاملة الطائرات تعمل على تحسين استراتيجية الحرب الإيرانية وتشير إلى نوايا طهران لتوسيع نطاقها العملياتي خارج الخليج الفارسي إلى مياه أبعد، لكنهم يشيرون أيضا إلى قيود كبيرة في قدرات إيران الهجومية والرادعة".
وفي السياق، تحدث فرزين نديمي، الخبير في شؤون البحرية الإيرانية في معهد واشنطن، عن مزايا السفينة، وقال: "يمكن أن تكون أداة مفيدة لاستعراض القوة وقاعدة دعم لمهام مكافحة القرصنة والأمن البحري. كذلك، فإن هذه السفينة توسع نطاق إيران البحري وتمكن من إطلاق طائرات من دون طيار وطائرات هليكوبتر للمراقبة. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ لهذه السفينة فائدة في دعم عمليات إزالة الألغام إذا تم تجهيزها بالأنظمة المناسبة".
وأردف: "تتمتع السفينة، التي عُرضت في مناورة عسكرية معلنة الشهر الماضي، بمدرج يبلغ طوله نحو 590 قدماً ويمكنها العمل لمدة تصل إلى عام دون إعادة التزود بالوقود. وعلى النقيض من ذلك، ركزت استراتيجية البحرية السابقة للحرس الثوري الإيراني على الزوارق الهجومية السريعة الصغيرة وأنظمة الصواريخ الساحلية".
وتابع: "يمكن استخدام الطائرات من دون طيار التي يتم إطلاقها من بارجة الشهيد باقري في مهام استطلاعية موسعة، وتوفير معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي عن تحركات الخصوم في الخليج الفارسي وخليج عمان وربما شرق البحر الأبيض المتوسط. ومن الناحية النظرية، يمكن استخدامها أيضاً في عمليات الضربات البعيدة المدى، بما في ذلك الهجمات على المنشآت العسكرية أو البنية التحتية الحيوية في الدول المعادية مثل إسرائيل".
على صعيد الممارسة العملية، فقد قال نديمي إن القدرات الهجومية لشهيد باقري محدودة، موضحاً أن "الطراد يترك بصمة كبيرة للغاية على أي عملية سرية، ويفتقر إلى الحماية الكافية، مما يجعله عرضة للأسلحة الحديثة المضادة للسفن، وبالتالي يفشل الغرض من الأسطول البحري غير المتماثل".
وأردف: "قال نديمي إن قيمة الردع التي تتمتع بها السفينة محدودة على نحو مماثل، فحاملات الطائرات تشكل عادة محور مجموعة الضربات وتتمتع بحماية شديدة، كما أن السفينة نفسها قد تكون هدفاً ذا قيمة عالية في أي سيناريو صراع، وهو ما يحد من نشرها في المواجهات عالية الكثافة".
هنا، يقول نديمي إنه "من أجل تجنب جعل هذه السفينة هدفاً ضعيفاً، من المُرجح أن يخصص الحرس الثوري الإيراني اثنين من فرقاطاته الصاروخية الجديدة للقيام بمهام الحراسة، وإلا فإنها تخاطر بالتحول إلى هدف سهل".
وذكر نديمي أنَّ "القيود العديدة التي تواجهها السفينة تعني أنها لا تشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل"، مشيراً إلى أنَّ "حداثتها تسمح لها بتوفير قيمة دعائية جيدة باعتبارها حاملة طائرات للفقراء".
بدوره، أشار شاهين مدرس، قائد فريق إيران في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا، إلى أن إمكانية اكتشاف السفينة تشكل عائقاً أمام قدراتها على الردع.
ويقول مدرس لموقع "ميديا لاين"، إنهُ "على عكس حاملات الطائرات التي تديرها القوى البحرية العالمية، فإنَّ الشهيد باقري يفتقر إلى دعم مجموعة حاملة الطائرات المتكاملة، مما يعني أنه معرض للهجمات الجوية والصاروخية".
وقال مدرس إن السفينة قادرة على إطلاق طائرات من دون طيار لأغراض المراقبة ولتنفيذ ضربات محدودة، لكنها ستواجه تحديات كبيرة في العمليات الهجومية ضد خصوم يتمتعون بحماية جيدة.
وأوضح أن "استخدام الطائرات من دون طيار بعيدة المدى لتنفيذ الضربات من شأنه أن يستلزم مسارات طيران ملتوية لتجنب الاعتراض، مما يقلل من فعاليتها التشغيلية".
وقال مدرس إن "إطلاق طائرة من دون طيار من قارب صغير أو سفينة تجارية هو تكتيك غير متكافئ يصعب اكتشافه، لكن نشر طائرات من دون طيار من حاملة طائرات ذات سطح طيران بزاوية مميزة، مثل حاملة الطائرات الشهيد باقري، ليس كذلك.
وأضاف أن السفينة "تتمتع بحماية محدودة ويمكن استهدافها بسهولة بأسلحة حديثة مضادة للسفن".
ورغم أن أنظمة الدفاع الساحلية والأصول البحرية الإيرانية قد توفر بعض مستويات الحماية في الخليج الفارسي، فإن "قدرة السفينة على البقاء في بيئة عالية التهديد ــ مثل شرق البحر الأبيض المتوسط ــ ستكون منخفضة للغاية".
وأضاف مدرس أن "القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية قد تتعقب السفينة بسهولة".
كذلك، قال مدرس إنَّ "إيران اعتمدت في السابق على وكلائها الإقليميين مثل حزب الله والحوثيين لتنفيذ ضربات بطائرات من دون طيار ضد أهداف إسرائيلية أو غربية، مشيراً إلى أن "نشر منصة طائرات من دون طيار بحرية لا يغير هذه المعادلة بشكل أساسي، حيث أن الهجمات بطائرات من دون طيار البعيدة المدى والتي تنطلق من قاعدة الشهيد باقري ستظل تواجه مخاطر اعتراض كبيرة من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك أنظمة القبة الحديدية ومقلاع داود وصواريخ آرو".
ومع ذلك، فإن نشر طائرات من دون طيار البعيدة المدى من حاملة الطائرات "الشهيد باقري" من شأنه أن يمكّن طهران من مراقبة المياه الدولية والمنافذ البحرية بكفاءة أكبر، وخاصة خليج عدن، حيث سعت إيران منذ فترة طويلة إلى تأمين ممراتها الملاحية من القرصنة والتهديدات الخارجية.
وعلى الرغم من القيود التي تواجهها السفينة، فمن المرجح أن يثير إدخال حاملة الطائرات الشهيد باقري قلق المنافسين الإقليميين، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين تعرضتا بالفعل لهجمات بطائرات من دون طيار إيرانية أطلقتها قوات الحوثيين اليمنية، وفق ما ذكرت "ميديا لاين".
وهنا، قال مدرس إنهُ "قد يُنظر إلى نشر حاملة الطائرات البحرية من دون طيار على أنه تصعيد، مما يدفع دول الخليج الفارسي إلى تعزيز دفاعاتها البحرية وإجراءات التصدي للطائرات من دون طيار"، موضحاً أنَّ "الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها ستراقب عن كثب نشر السفينة".
وذكر أنّ "وجود حاملة الطائرات من دون طيار هذه في المياه الدولية، وخاصة في خليج عدن أو بالقرب من مضيق هرمز، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة التوترات وتعزيز الأصول البحرية الأميركية في المنطقة".