Advertisement

خاص

التدخلات الخارجية تعمّق الانقسام السوري والأقليات تبحث عن كيانات مستقلة

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
09-03-2025 | 07:05
A-
A+
Doc-P-1330947-638771093825877180.jpg
Doc-P-1330947-638771093825877180.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لا يمكن الرهان على استقرار الأوضاع في سوريا في ظل التعقيدات التي تحيط بالصراع، بدءاً من التوترات السياسية والطائفية، مروراً بالأوضاع في الجنوب والساحل، وصولاً إلى التدخلات الخارجية المتزايدة.
Advertisement

بعد سقوط النظام السابق، شهدت مدينة حمص عمليات تهجير واسعة، حيث نزح عدد كبير من أبناء الطائفتين العلوية والشيعية إلى لبنان، وتحديداً نحو مناطق الهرمل والشمال، بينما لجأ آخرون إلى المناطق الساحلية. أما في دمشق، فقد قامت مجموعات مرتبطة بالرئيس الحالي أحمد الشرع بعمليات ضد منازل يُعتقد أن أصحابها كانوا على صلة بالنظام السابق، وهو ما طال حتى بعض العائلات السنّية.

ولا شك أن الجنوب السوري يشهد تطورات خطيرة، حيث تسللت القوات الإسرائيلية لمسافة تقارب 1500 كلم في مناطق جبل الشيخ، الجولان، والقنيطرة، مع اعتقاد مصادر سورية أن ارتكاب النظام الحالي مجازر في الساحل السوري يهدف إلى التغطية على التدخل الإسرائيلي، حيث أفاد "المرصد السوري" لحقوق الإنسان، أمس السبت، بأن "عدد المدنيين الذين قتلوا في أحداث الساحل السوري تجاوز 340 مدنيا، من بينهم نساء وأطفال، في حين حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من تصاعد أعمال العنف في سوريا، مشيراً إلى أن تنظيم "جولاني" التابع لهيئة تحرير الشام يرتكب مجزرة بحق السكان العلويين في المنطقة.

إن إسرائيل بحسب كاتس، ستحمي نفسها من أي تهديد قادم من سوريا، والجيش الإسرائيلي سيبقى في مناطق الأمن ومرتفعات جبل الشيخ، وسيواصل حماية مستوطنات الجولان والجليل وسيعمل على إبقاء جنوب سوريا خاليًا من الأسلحة والتهديدات. كل ذلك يأتي، بحسب مصادر سورية، في إطار مخطط يهدف إلى السيطرة على الجنوب السوري، وإنشاء كيان مفصول بحكم ذاتي، مشيرة إلى أن ما يقال في إسرائيل عن الجولاني لا يعكس الواقع، فالاخير يعتبر الأكثر ضمانًا لمشروع التقسيم، ووظيفته هي تمهيد الطريق لهذا المخطط.

ولا شك أن بعض الأقليات بدأت المطالبة بالأنفصال لا سيما في الجنوب السوري علما أن أبناء الطائفة الدرزية لا يزالون يمتلكون السلاح ولم يسلموه وهذا ما يعتبر بالنسبة الى العلويين ضمانة لهؤلاء لا سيما وأنهم يتعرضون لمجازر بعدما ألقوا السلاح، مع تشديد المصادر نفسها على أن أعداداً كبيرة من العلويين هرعت إلى قاعدة حميميم طلباً لحماية المسؤولين الروس، ولا تستبعد المصادر توجه العلويين إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه إلى طلب حماية دولية أو التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية للتصدي لما يتعرضون له ولمواجهة ما يرونه تهديداً وجودياً.

إلى جانب الأوضاع المتوترة في الشمال والجنوب والساحل، تشهد مدن كبرى مثل دمشق وحلب وحمص خلافات داخلية متزايدة. وتبرز حلب كميدان صراع جديد، حيث يزداد النفوذ التركي داخلها، مما يهدد بتصاعد النزاعات بين أبناء الطائفة السنّية، الذين يرفض معظمهم نموذج "الحكم الإخواني".

وتلعب قوى مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإسرائيل دوراً حاسماً في رسم المشهد السوري، مع محاولات لإنشاء كيان ذاتي في الجنوب بدعم إسرائيلي، وتعزيز النفوذ التركي في الشمال. وبحسب مصادر سورية، فإن التدخلات الخارجية بحجة دعم المكونات المختلفة سيعمّق الانقسام، لا سيما وأن هناك مخاوف أمنية ستدفع المكونات التي تصنف في خانة الأقليات للبحث عن كيانات مستقلة.

وشكل التقسيم المحتمل سيكون، بحسب أوساط سياسية، على الشكل الاتي: دولة علوية على الساحل بدعم روسي. إقليم كردي في الشمال الشرقي مدعوم أميركياً. منطقة نفوذ تركية شمالاً تشمل إدلب وأجزاء من حلب. كيان في الجنوب قد يكون لإسرائيل دور فيه. دمشق وحمص وحلب ستظل مناطق صراع وتقاسم نفوذ.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

هتاف دهام - Hitaf Daham