تمكنت قوات الأمن العراقية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من قتل نائب خليفة داعش ووالي العراق وسوريا، عبدالله مكي مصلح الرفيعي الذي يعرف باسم "أبو خديجة".
ووصف بيان لرئاسة
الوزراء العراقية أبو خديجة بـ "أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم"، إذ أنه كان مسؤول مكاتب
العمليات الخارجية واللجنة المفوضة لتنظيم داعش.
الباحث المتخصص في الشؤون
الدولية والحركات الإسلامية المسلحة، أحمد
سلطان قال لموقع "الحرة" إن "أبو خديجة رغم حداثة سنه، إلا أنه لديه خبرة قتالية واسعة".
ورغم تمكن القوات
العراقية من اعتقاله إلا أنه تمكن من الفرار في 2012 بعد هجوم للتنظيم، كما كانت خلية الإعلام الأمني
العراقية قد
قالت إنها اعتقلته في 2021، إذ أنه كان من المطلوبين في قضايا إرهابية.
ويشرح
سلطان المتتبع للتنظيمات الإرهابية وقادتها، أن "الرفيعي" المكنى بـ "أبي خديجة" كان يركز في عمله على "إعادة بناء شبكات التنظيم"، وكان ينأى عن الانخراط في قتال واسع ضد القوات
العراقية، وهو ما كان سببا لانخفاض الهجمات التي تستهدف الأجهزة الأمنية
العراقية خلال الفترة الأخيرة مقارنة بفترات سابقة.
تولي
أبو خديجة منصبه كوالي للعراق، خلفا لأبي ياسر العيساوي الذي قتل في وادي الشاي بكركوك في كانون الثاني 2021.
وفي تلك الفترة بعد أن تم تحييد الكثير من قيادات تنظيم داعش لجأ التنظيم لقادة الصف الثالث، ما جعل "أبو خديجة" في مقدمة الجيل الجديد الذي بدأ في قيادة التنظيم الإرهابي، بحسب
سلطان.
وقال الخبير في الجماعات الإسلامية المسلحة إن هذا الجيل الجديد "قد يكون أقل خبرة من سابقيه لكنه ليس أقل شراسة".
وبدأ
أبو خديجة حياته في التنظيم منذ فترة المراهقة وهو من مواليد 1991، حيث انضم حينها لدولة العراق الإسلامية قبل أن تصبح دول العراق والشام "داعش"، ولنشاطه في تلك الفترة ألقت القوات
العراقية القبض عليه وتم سجنه في سجن تسفيرات الرصافة قبل أن يهرب.
بعد فراره عادة للانضمام إلى خلايا التنظيم، ولنشاطه بدأ في تسلم عدة مناصب في ديوان الجند والتي تعتبر وزارة الدفاع لتنظيم داعش، وتسلم بعدها منصب "أمير الشرطة العسكرية" في فرقة القادسية 2014.
وفي سنوات لاحقة تولى منصب نائب والي ديالى، وبعد مقتل الوالي، تم اختياره واليا لداعش في ديالى.
دور
أبو خديجة لم ينحصر في
العمليات داخل العراق، وكان ينسق
العمليات الخارجية، وهو ما جعله يصنف من بين أخطر الإرهابيين على مستوى العالم، بحسب
سلطان.
كذلك، فإن آخر المناصب التي تولاها كان أمير مكتب ولاية بلاد الرافدين، ومقره العراق.
وفي حزيران من 2023 أدرجت وزارة الخارجية الأميركية
أبو خديجة في القائمة الخاصة بالإرهابيين، خاصة لدوره في تهديد السلام والاستقرار العالمي بالأنشطة الإرهابية.
وفي شباط 2023 بعد تنفيذ جهاز مكافحة الإرهاب
العراقي لعملية في وادي حوران بصحراء الأنبار، قتل فيها 17 من عناصر التنظيم، تحدثت مصادر عن مقتل
أبو خديجة، ولكن الاستخبارات
العراقية التي أجرت تحليلا للحمض النووي للقتلى لم تتمكن من تأكيد مقتله.
ويخلف
أبو خديجة في منصبه في داعش قيادي آخر، وهو
أبو عبدالقادر المزروعي
العراقي، ليكون مسؤولا عن داعش في العراق وسوريا، على ما أكد الباحث
سلطان.
(الحرة)