ذكرت صحيفة "Newsweek" الأميركية أن "خبيراً نووياً بارزاً حذر من أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد تصاعدت إلى "أزمة نووية" ذات تداعيات بعيدة المدى على الردع النووي، ومنع الانتشار، ونزع السلاح، ومستقبل الطاقة النووية السلمية. وقال الخبير في تصريح للصحيفة إن الصراع، الذي دخل عامه الرابع الآن، ربما كان من الممكن منعه لو احتفظت أوكرانيا بترسانتها النووية من الحقبة السوفييتية".
وبحسب الصحيفة، "ورثت أوكرانيا ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وتوزعت حوالي 30 ألف
سلاح نووي في بيلاروسيا وكازاخستان وروسيا وأوكرانيا، حيث تمتلك كييف ما يقرب من 1900 رأس نووي استراتيجي وآلاف الأسلحة النووية التكتيكية. ومع ذلك، بعد ثلاث سنوات، اختارت كييف نزع السلاح النووي، ووقعت مذكرة بودابست ونقلت الأسلحة إلى
روسيا. في المقابل، وُعدت أوكرانيا بضمانات أمنية من
روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. في ذلك الوقت، لاقى قرار أوكرانيا ترحيبًا واسعًا، إذ ساعدها في الحصول على مساعدات مالية من الغرب، ولكن مع انتهاك
روسيا العلني لمذكرة بودابست، يتساءل
البعض الآن عما إذا كانت كييف قد أخطأت في تقدير التكلفة المحتملة لنزع السلاح".
وتابعت الصحيفة، "قال جون ميرشايمر، أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، للصحيفة: "لو احتفظت أوكرانيا بأسلحتها النووية، لما غزتها
روسيا عام 2022، فالأسلحة النووية هي الرادع النهائي". وأضاف ميرشايمر أنه كان من المرجح جدًا أن تستخدم كييف أسلحتها النووية للدفاع عن
نفسها في حال غزو روسي، وهو ما كانت ستعتبره أوكرانيا "تهديدًا وجوديًا". من جانبها، وصفت ماريانا بودجيرين، الباحثة المشاركة في مركز بيلفر في جامعة هارفارد، الصراع الحالي بأنه تصعيد من جانب
روسيا إلى "أزمة نووية" من خلال التهديدات النووية المستمرة من جانب الرئيس فلاديمير بوتين، والإشارات، واستخدام الترهيب. واتفقت بودجيرين مع ميرشايمر على أن وجود رادع نووي أوكراني متطور بالكامل كان من شأنه أن يثني
روسيا عن شن غزو واسع النطاق. ومع ذلك، أشارت إلى أن وجود الأسلحة النووية
لا ينفي تمامًا احتمال نشوب صراع".
وأضافت الصحيفة، "قالت بودجيرين إن أوكرانيا المسلحة نوويًا كانت ستجبر الغرب على رد فعل أقوى وأكثر حسمًا عام 2014 لمنع أي تصعيد محتمل عندما ضم بوتين شبه جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود من أوكرانيا. ورفضت بودجيرين فكرة أن أوكرانيا سلمت ببساطة مخزونها النووي، قائلة: "إن القول بأن أوكرانيا ورثت ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم وتنازلت عنها دون
مقابل ليس صحيحًا تمامًا". صُممت الأسلحة النووية الأوكرانية للاستخدام الاستراتيجي السوفيتي، ما يعني أن ما ورثته كييف لم يكن جاهزًا للاستخدام كرادع نووي. وأوضحت: "لم يكن شيئًا يمكن الاستيلاء عليه ببساطة واستخدامه لردع روسيا"."
وبحسب الصحيفة، "قالت بودجيرين إنه من غير المرجح أن تُعيد أوكرانيا تطوير قدراتها النووية في المستقبل القريب. وأضافت: "إذا كان لدى أوكرانيا أموال للاستثمار في التسلح، فمن المرجح أن يكون ذلك في الأسلحة التقليدية ووسائل الردع التقليدية". من جانبه، رفض ميرشايمر هذه الفكرة، مضيفًا أن
روسيا ستتخذ إجراءات صارمة لمنع حدوث ذلك. وبحسب بودجيرين، هناك بديل. ورأت أن أفضل دفاع لأوكرانيا يتمثل في دمج الجيش الأوكراني مع القوات الأوروبية إلى حد ما. وقالت: "يجب تعزيز القدرة الدفاعية لأوكرانيا بطريقة تمنع
روسيا من غزوها مجددًا".