ألقت المحادثات الأمريكية المسربة عبر تطبيق "سيغنال" بظلالها على جلسة البرلمان البريطاني، أمس الأربعاء، وعلى دول أوروبية أخرى، لتدق المسمار الأخير في نعش العلاقات الأوروبية-الأمريكية.
وأثارت تسريبات محادثات المسؤولين، في إدارة دونالد ترامب، عبر تطبيق "سيغنال"، موجة من الجدل في أوروبا حول أمن تبادل المعلومات مع واشنطن، ووفقاً لشبكة "سي بي إس نيوز"، يبدو أن القارة العجوز تستعد لواقع جديد في علاقاتها مع أمريكا.
وفي جلسة أسئلة وأجوبة، في البرلمان البريطاني، الأربعاء، طرح النائب إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين المعارض، سؤالًا: هل لا تزال بريطانيا تثق بالولايات المتحدة فيما يخص تبادل الأسرار؟
وقال ديفي، خلال الجلسة في مجلس العموم،"هل سيوضح رئيس الوزراء أنه سيأمر بإجراء مراجعة عاجلة لأمن المعلومات الاستخباراتية التي نتشاركها مع
الولايات المتحدة؟"
ورد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، قائلًا:"نعمل مع
الولايات المتحدة يوميًا، تفكيك علاقاتنا معها لأسباب دفاعية وأمنية ليس قرارًا مسؤولًا ولا جادًا".
ومع ذلك، لم يتفق الجميع مع هذا الطرح، بمن فيهم النائبة هيلين ماغواير، من الحزب الديمقراطي الليبرالي، التي قالت في مقابلة مع شبكة "سي بي إس", من الصعب
القول "إننا نستطيع الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة، في حين أنها تلعب الروليت الروسية بأمن الغرب".
وأوضحت شبكة "سي بي إس" أنه في أنحاء أوروبا، بدا القادة السياسيون حذرين من استفزاز الرئيس ترامب، وتجنبوا إلى حد كبير الانتقادات العلنية، ورغم أهمية التسريب، لم تحظَ القضية بتغطية واسعة في وسائل الإعلام.
لكن صحيفة "ليكسبريس الفرنسية" نشرت تقريرًا بعنوان، "تسريب خطط سرية للغاية – ما نعرفه عن الخطأ الكبير لإدارة ترامب".
وفي إيطاليا، جاء العنوان
الرئيسي في صحيفة "Il Fatto Quotidiano" أكثر حدة، "طُفيلي، حقير وموضوع للكراهية – فانس وهيغسيث يكشفان
نظرة واشنطن إلى حلفائها في الناتو".
وأثار تسريب محادثات "سيغنال" غضبًا واسعًا في أوروبا، خصوصًا بعد أن وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الأوروبيين بـ"المتطفلين" في سلسلة رسائل نصية.
ووافقه
نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي كتب في التسريبات، "نائب الرئيس: أشاركك تمامًا كراهيتك للاستغلال الأوروبي، إنه أمر مثير للشفقة".
ومع تصاعد الغضب، يبدو أن أوروبا تستعد لواقع جديد، حيث بدأ القادة الأوروبيون بتجاوز صدمة تغير الموقف الأميركي تجاه الحلفاء التقليديين.
وكان فانس قد أكد هذه الرؤية الشهر الماضي، خلال خطاب مثير للجدل في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث اتهم الحلفاء الأوروبيين بقمع حرية التعبير.
كما شدد على مطلب إدارة ترامب بأن ترفع دول الناتو إنفاقها الدفاعي إلى 5% على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي. (ارم نيوز)