ذكر موقع "Counterfire" البريطاني أن "إسرائيل مندفعة بطريقة وحشية في الشرق الأوسط بتشجيع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يُخلق أضراراً كبيرة. ومن الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد حربًا مع إيران. في هذه الأثناء، عادت إسرائيل إلى الإبادة الجماعية في غزة، منتهكة بذلك وقف إطلاق النار. من جانبها، أبلغت الإدارة الأميركية عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس أن المحادثات بين الجانبين قد انتهت، وأن الولايات المتحدة لن تواصل هذه المحادثات. بمعنى آخر، أعطى ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو لمواصلة اجتياح غزة. ولم يكتفِ نتنياهو بذلك، بل أمر بشن هجمات على جنوب لبنان، في خرقٍ لوقف إطلاق النار هناك مع حزب الله. وفي الضفة الغربية المحتلة، يستمر القتل وتدمير منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، وكذلك الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية. وفي خضم هذا الوضع المروع، شنت الولايات المتحدة ما وصفه ترامب بموجة "حاسمة وقوية" من الغارات الجوية على الحوثيين في اليمن، وقال إن هذه الغارات جاءت ردًا على هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر".
وبحسب الموقع، "قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إن الغارات الجوية كانت بمثابة تحذير لإيران. ورغم أن بريطانيا لم تشارك في القصف، لكنها قدمت دعمًا بالوقود للهجوم الأميركي. وبعد القصف، أعلن الحوثيون أنهم سيستأنفون هجماتهم على السفن
الإسرائيلية في البحر الأحمر حتى ترفع إسرائيل حصارها عن غزة، كما حذّروا من أنهم سيردّون على الضربات الأميركية. الحوثيون هم الحكومة الفعلية في اليمن، وهم قوة مستقلة صنعت أسلحتها بنفسها، وهذا لن يعيق واشنطن عن استهداف إيران. في 7 آذار، صرّح ترامب بأنه وجّه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يحثّ فيها على التفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، ويحذرها من عمل عسكري محتمل في حال رفضها. إن تهديدات كل من ترامب ونتنياهو بالعمل العسكري ضد إيران هي ما قد يدفع طهران إلى التراجع عن هذه السياسة. وتتواجد مجموعة حاملة الطائرات الهجومية يو إس إس هاري إس ترومان، التي تضمّ حاملة الطائرات وثلاث مدمرات تابعة للبحرية وطرادًا واحدًا، في البحر الأحمر. كما تعمل غواصة يو إس إس جورجيا المزودة بصواريخ كروز في المنطقة".
وتابع الموقع، "ما تغير، نتيجةً للحرب بالوكالة في أوكرانيا، هو أن إيران وروسيا وقّعتا الآن معاهدةً واسعة النطاق، تشمل التعاون العسكري. ويوم الجمعة في موسكو، صرّح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن إيران، "كغيرها من الدول، لها الحق في تطوير القطاع النووي السلمي، والطاقة النووية السلمية، وهي تتخذ خطواتٍ مهمة في هذا الاتجاه". وإيران أيضًا قريبة من الصين. ومن المتوقع أن يجتمع مسؤولون أميركيون وإسرائيليون هذا الأسبوع لمناقشة البرنامج النووي الإيراني. وفي غضون ذلك، أمر هيغسيث بإرسال حاملتي طائرات إضافيتين إلى البحر الأحمر، وبالنسبة
لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وغيره من صقور المحافظين الجدد داخل الإدارة الأميركية فهم لا يكتفون بتقديم دعم مطلق لكل خطوة تتخذها إسرائيل، بل يشاركون نتنياهو رغبتهم في شن حرب على إيران".
وبحسب الموقع، "هناك أربع قضايا أساسية وراء سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران. أولاً، يريدون منع إيران من تطوير رؤوس نووية، ويمكنهم فعل ذلك بسرعة. فترامب يعرض الحوار ولكنه يهدد إيران في الوقت نفسه، وهذا لا يُجدي نفعاً في بلدٍ له تاريخٌ طويل من التدخلات الإمبريالية الأميركية. ثانياً، حاولت الولايات المتحدة الإطاحة بالجمهورية الإسلامية سابقاً وفشلت، وقد يأمل ترامب في ابعادها عن روسيا والصين عبر المفاوضات، والسؤال هو: لماذا تثق إيران بالولايات المتحدة؟ ثالثًا، تكره واشنطن الجمهورية الإسلامية لأن ثورة عام 1979 التي انبثقت منها أطاحت بنظام الشاه، الذي كان أعظم حليف لأميركا في
المنطقة بعد إسرائيل. رابعًا، إيران دولة مستقلة ذات سيادة خارج النظام الدولي الأميركي القائم على القواعد، وهي آخر ما تبقى من القائمة التي وضعتها إدارة جورج دبليو بوش قبل ربع قرن، ويريد المحافظون الجدد استكمالها. وفي الواقع، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إسرائيل حليفًا لها ضد إيران في الشرق الأوسط، لذا فهي مستعدة للسماح لها بحرية التصرف في حربها وهجماتها على
لبنان وسوريا، لضمان بقائها مستعدة وقادرة على دعم الأجندة الأميركية".
ورأى الموقع أن "نتنياهو قد يكون راضيًا عن إدارة ترامب، لكن سيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف ستؤثر أفعال "رجل السلام" هذا، كما وصف ترامب نفسه في خطاب تنصيبه، في الشرق الأوسط على شعبيته في الداخل. لقد صدّق الكثيرون وعده بوقف الحروب الخارجية، وستكون الحرب مع إيران صراعًا كبيرًا يعلم الأميركيون أن فوزهم فيه غير مضمون. تشعر إسرائيل بالقدرة على مواصلة هذا التصعيد لأنها تعلم أنها لا تخشى أي رد فعل من الدول
العربية أو من القوة الإقليمية الأخرى، تركيا. لكن ما تغير عالميًا هو أن مجموعة قليلة من الدول فقط، بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل".