ذكرت مجلة "Forbes" الأميركية أنه "في حين تتوقع بعض الدول عالماً لا تساهم فيه الولايات المتحدة في الدفاع عن أوروبا، تستعد السويد لإنفاق المزيد من الأموال على جيشها، وعلى الجيش الأوكراني. كما وستُخصَّص عشرات المليارات من الدولارات من الإنفاق الجديد، على مدى ست سنوات، لتغطية تكاليف العديد من الأمور كالمدفعية الصاروخية، والملاحة الفضائية، والدفاعات الجوية. وكانت "الاستثمارات في تعزيز الدفاع العسكري، واتخاذ تدابير لمواجهة التهديدات الهجينة، وزيادة الدعم لأوكرانيا" هي الدافع وراء زيادة الميزانية التي أعلنتها الحكومة السويدية يوم الأربعاء".
وبحسب المجلة، "أوضحت حكومة رئيس الوزراء
أولف كريسترسون أن "عدوان
روسيا على أوكرانيا قضية حاسمة لأمن السويد وأوروبا". ودفعت حرب
روسيا الأوسع نطاقًا على أوكرانيا، والتي استمرت 37 شهرًا، السويد إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) العام الماضي، بعد فترة طويلة من التقديم، والتي عقّدتها اعتراضات تركيا. كما أجبر هذا العدوان الحكومة السويدية السابقة على رفع الإنفاق الدفاعي من أقل من 2% من الناتج المحلي الإجمالي إلى ما
يزيد قليلاً عن 2%. إذا صمدت خطة كريسترسون، فستنفق السويد 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2035، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف إنفاقها الدفاعي على مدى عقد من الزمن".
وتابعت المجلة، " كانت السويد محايدة ومكتفية ذاتيًا على الصعيد العسكري، تمتلك بالفعل صناعة دفاعية واسعة ومتنوعة تُصنّع مركبة القتال CV90، وطائرة غريبن المقاتلة، ومدفع هاوتزر آرتشر، وغواصات وسفن حربية سطحية حديثة. لكن السويد، شأنها شأن كل دول حلف شمال الأطلسي، تعتمد اعتمادًا كبيرًا على
الولايات المتحدة في بعض القدرات. ويستخدم السويديون صواريخ باتريوت الأميركية الصنع للدفاع الجوي البعيد المدى، ويتنقلون عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الأميركي، ويستفيدون من الشبكة الواسعة لأقمار قوة الفضاء الأميركية للحصول على معلومات استخباراتية بالغة الأهمية. وفي الواقع، لقد أصبح وصول أوروبا إلى كل هذه الأصول موضع شك في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وبحسب المجلة، "تماشيًا مع المصالح الروسية في أوكرانيا، علّقت الإدارة الأيميكية مؤقتًا المساعدات والدعم الاستخباراتي لأوكرانيا. وشنّ ترامب حربًا تجارية مع كندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بهدفٍ غريبٍ يتمثل في جعلها ولايةً أميركية. كما هدّد بشكلٍ غامضٍ بالاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، العضو الآخر في حلف الناتو. وكان المستشار الألماني المُنتظر، فريدريش ميرز، من أوائل القادة الأوروبيين الذين أدركوا التداعيات الطويلة المدى للاندفاع الأميركي نحو الاستبداد. وصرح ميرز في شباط بأنّ على أوروبا تحقيق "استقلال استراتيجي" عن الولايات المتحدة. وسارع المشرّعون الألمان إلى إنشاء آلية تمويل لزيادة هائلة في الإنفاق الدفاعي الألماني، والآن تحذو السويد حذوهم. وإحدى الأولويات هي تقليص اعتماد القوات السويدية على نظام الملاحة GPS الأميركي، وذلك جزئيًا من خلال زيادة الإنفاق على البديل الأوروبي، نظام غاليليو. ومن الأولويات أيضًا بناء قوة مدفعية صاروخية أكثر قوة، بعد أن أصبح حلف شمال الأطلسي غير قادر على الاعتماد على بطاريات نظام المدفعية الصاروخية العالي الحركة التابع للجيش الأميركي".
وتابعت المجلة، "قد يكون استبدال صواريخ الباتريوت التحدي الأكبر للسويديين. وصرّح أوسكار جونسون، الباحث في شؤون الحرب في جامعة الدفاع السويدية، لصحيفة "سويدن هيرالد": "أعتبر ذلك أولوية قصوى". لكن في الواقع، لا يوجد سوى بديل واحد لصاروخ باتريوت الذي يبلغ مداه 90 ميلاً: صاروخ سامب/تي الفرنسي-الإيطالي. وفي الواقع، لا تُصنّع شركة إم بي دي إيه سوى عدد قليل من البطاريات سنوياً".