علّق الباحث الإسلامي ووكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق، الشيخ سعد الفقي، على الفتاوى التي صدرت مؤخرا وتدعو إلى "وجوب الجهاد المسلح على كل مسلم ضد
إسرائيل"، وذلك في ظل الجدل الذي أثارته فتوى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" ورد دار الإفتاء المصرية عليها.
وأكد الفقي في تصريحاته لـRT أن فتوى دار الإفتاء المصرية تتماشى مع صحيح الدين، مشددًا على أن قرار خوض
الحروب هو من اختصاص "ولي الأمر" الذي يمتلك المعلومات الكاملة لتقييم
الموقف، ولا يجب أن يخضع هذا القرار للعاطفة أو ردود الأفعال.
وأضاف أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت منذ نكبة عام 1948، مشيرًا إلى أن مثل هذه القرارات المصيرية يجب أن تُبنى على رؤية استراتيجية دقيقة. واستحضر الفقي دعوات خوض الحرب في السبعينات، وقال: "في عام 1970 طالبت بعض الأصوات بخوض مصر الحرب وحدها دون دعم
عربي كاف، وما زالت مصر، رغم التشرذم العربي، تقف وحدها في وجه التحديات، ولولاها لوقع تهجير قسري لأهالي غزة".
من جهته، هاجم الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من وصفهم بـ"غير المتخصصين الذين يسعون وراء التريند"، قائلًا إنهم أصدروا دعوات للقتال لا تراعي الضوابط الشرعية ولا تعكس فهماً دقيقاً للجهاد.
وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن" على قناة "الحدث اليوم"، أكد عمران أن "غزة تعاني تحت الحصار، وما يحدث فيها وصمة عار في جبين الإنسانية"، لكن ذلك لا يبرر إصدار فتاوى من جهات غير مخولة تسعى لاستغلال المشهد لخلق فوضى.
ودعا الشيخ سعد الفقي في ختام تصريحاته إلى وحدة الصف العربي والإعداد الحقيقي لتحرير الأقصى، مؤكدًا أن "الشعارات العاطفية لا تصنع تحريرًا، بل التضامن العملي هو الطريق لإنهاء الاحتلال".
وكان المركز الإعلامي لدار الإفتاء المصرية قد نشر بيانًا أكد فيه أن "الجهاد مفهوم شرعي دقيق، له شروط وضوابط لا يجوز التعامل معه بشكل منفرد من أي جماعة أو جهة دون الرجوع للمؤسسات المختصة"، مشددًا على أن دعم الشعب الفلسطيني "واجب شرعي وإنساني"، لكن يجب أن يكون وفق رؤية تحقق مصلحة الفلسطينيين لا أن تجرهم نحو مزيد من الكوارث.
ويأتي هذا الجدل عقب فتوى أصدرها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" نهاية آذار الماضي، دعا فيها إلى "وجوب الجهاد ضد الكيان الصهيوني وكل من يسانده"، معتبرًا أن ذلك "فرض عين" على الفلسطينيين ودول الجوار، و"واجب على كل مسلم مستطيع". (روسيا اليوم)