في إنجاز علمي فريد، كشفت أول عملية مسح رقمي ثلاثي الأبعاد بالحجم الكامل لحطام السفينة تايتانيك عن تفاصيل جديدة ومذهلة حول الكارثة البحرية الأشهر في التاريخ، بعد أكثر من قرن على غرقها في أعماق المحيط الأطلسي.
العملية التي قادتها شركة ماجلان بالتعاون مع أتلانتيك برودكشنز، أزاحت الستار عن الهيكل الكامل للسفينة المنكوبة بتقنية غير مسبوقة، تسمح للباحثين برؤية الحطام كما لو كان لا يزال على سطح البحر، في مشهد وصفه الخبراء بـ"توأم رقمي خالد".
المسح الذي استغرق شهورًا وأُنجز على عمق 3800 متر قبالة سواحل نيوفاوندلاند، اعتمد على أكثر من 700 ألف صورة التُقطت من كل زاوية، ما مكّن الفريق من إعادة بناء تيتانيك بأدق تفاصيلها، بما في ذلك مناطق الانقسام في الهيكل، وأثر الاصطدام بالجبل الجليدي.
وبعكس التصورات السابقة التي رجحت حدوث شقوق ضخمة، أظهرت المحاكاة الحاسوبية المصاحبة للمسح أن الاصطدام بالجبل الجليدي أحدث
سلسلة من الثقوب الصغيرة بحجم ورقة A4 تقريبًا، ما أدى إلى تسرب المياه إلى ست حجرات
محكمة الإغلاق، في حين أن السفينة كانت مصممة للبقاء طافية حتى غمر أربع فقط.
وقالت التحليلات إن بعض غلايات السفينة ظهرت مقعّرة، مما يرجّح أنها كانت تعمل حتى اللحظات الأخيرة، في حين شوهد صمام مفتوح في مؤخرة السفينة، ما يدل على أن البخار استمر بالتدفق إلى نظام الكهرباء، وأن المهندسين واصلوا تشغيل الأفران لإبقاء الأضواء مضاءة أثناء إجلاء الركاب.
المحلل المتخصص في شؤون تيتانيك، باركس ستيفنسون، وصف الاكتشاف الجديد بأنه بمثابة "العودة إلى مسرح الجريمة"، قائلاً لبي بي سي: "تايتانيك هي الشاهدة الوحيدة الباقية على الكارثة، ولا تزال لديها قصص ترويها".
ويضيف: "الحصول على رؤية شاملة للحطام بأكمله أمر أساسي لفهم ما حدث بالفعل تلك الليلة".
نتائج هذا المسح الاستثنائي ستكون محور الفيلم الوثائقي المرتقب "تيتانيك: القيامة الرقمية"، من إنتاج ناشيونال جيوغرافيك وأتلانتيك برودكشنز، والذي يُعرض لأول مرة يوم الجمعة على قناة ناشيونال جيوغرافيك، ويبدأ بثه على ديزني+ في اليوم التالي.
وقال أنتوني جيفن، الرئيس التنفيذي لأتلانتيك برودكشن: "إذا تمكنا من مسح كل جزء من تيتانيك، يمكننا أن نعيد رسم ما حدث بدقة، وربما نكتشف قصصًا شخصية لم تُروَ من قبل". (global news)