نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي أن أجواء لقاء الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي كانت وسيلة لإبقاء نتنياهو تحت السيطرة واستباق الانتقادات
الإسرائيلية.
وبحسب "واشنطن بوست"، فإن مسرح المكتب البيضاوي أتاح لترامب أن يُظهر أمرا كان صعبا على سلفيه الديمقراطيين، جو بايدن وباراك أوباما، ألا وهو
إظهار من هو المسيطر على نتنياهو، حيث لم يكتفِ ترامب بالإعلان عن نيته إجراء محادثات واسعة النطاق مع أكبر أعداء
إسرائيل.
بل قال أيضا عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يُحتمل أن يكون ثاني أكبر مصدر قلق لإسرائيل: "أنا معجب به، وأعلم أنه معجب بي".
وفي حال لم يفهم نتنياهو الرسالة، فقد أضاف ترامب: "أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديك مع تركيا، طالما أنك منطقي"، وهذه ليست رسالة البيت الأبيض المعتادة لنتنياهو، وفقاً لـ"واشنطن بوست".
وكانت لهجة "اجتماع الإثنين" مختلفة تماما عن زيارة نتنياهو للبيت الأبيض في أوائل فبراير، وفقاً للصحيفة، حيث ركزت المناقشات آنذاك على آمال إسرائيل في أن يدعم ترامب أي عمل عسكري محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، لكن ترامب كان أكثر حرصا على الدبلوماسية من القصف، كما أبلغ مسؤولون "واشنطن بوست" لاحقًا.
الإلغاء المفاجئ للمؤتمر الصحفي
وفي الإطار، جاء الإلغاء المفاجئ للمؤتمر الصحفي رغم ترتيباته المعلنة، حيث لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي.
ووفق ما أكده مراسل "
سكاي نيوز عربية" في واشنطن، أبو بكر أحمد، فإن "الخطوة أثارت الكثير من التساؤلات، خاصة أن هذا اللقاء كان يُفترض أن يُتوّج بإعلان سياسي أو رسالة مشتركة، لكنها غابت، ليبقى الغموض هو العنوان العريض".
وأشار إلى أن البيت الأبيض اكتفى بتصريحات مقتضبة عن "ضيق الوقت" و"
تغيير في البرنامج"، في حين رفض مكتب نتنياهو التعليق.
وأضاف أبو بكر: "نتنياهو يزور واشنطن وسط ضغوط غير مسبوقة في الداخل الإسرائيلي، وغليان في المشهد الإقليمي. وهو يدرك تمامًا أن صورته مع ترامب تحمل قيمة رمزية لناخبيه، لكنها بلا مضمون سياسي واضح حتى الآن".
ويرى مراقبون أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن وإلغاء المؤتمر الصحفي تشير إلى أكثر من مجرد خلل بروتوكولي.
وأضافوا أنها لحظة تكشف حجم التعقيد في العلاقة بين إسرائيل وحلفائها التقليديين، وتسلط الضوء على التباينات
الداخلية في واشنطن بين المؤسسة الرسمية ومرشح الحزب
الجمهوري.
وبينما يتحرك العالم لمحاولة كبح جماح الحرب في غزة، يبدو أن إسرائيل تسعى لكسب الوقت، وتحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية قبل الدخول في أي تسوية، ما ينذر باستمرار النزيف الإنساني، وتفاقم التوترات الإقليمية.