يبدو أن الرئيس الأميركي
دونالد ترامب ليس رئيسًا تقليديًا بأي مقياس. فمنذ لحظة دخوله البيت الأبيض، تعامل مع العالم كما لو كان حلبة مصارعة، يرفع الرسوم الجمركية بيمينه، ويضغط على
الشرق الأوسط بيساره، في مشهد يعكس مزيجًا من الانفجار الاقتصادي والتهور السياسي. فبينما كان يروّج لسياسة "أميركا أولاً"، خلق موجات من الاضطرابات وصلت حتى الى ملاعب كرة القدم، ومصانع الأحذية الرياضية، وجيوب الجماهير في أقاصي آسيا وأفريقيا.
الرسوم الجمركية وأثرها في الرياضة:
فرض ترامب رسومًا جمركية ضخمة على أكثر من 57 دولة، بنسب وصلت إلى 104% كما في حالة الصين. ولم تكن هذه مجرّد حرب تجارية عابرة، بل خطة ممنهجة أراد من خلالها إعادة رسم المشهد الاقتصادي العالمي. لكن هذه الخطوات لم تمرّ مرور الكرام، فقد لامست قطاعات لم تخطر حتى على بال ترامب، ومنها عالم الرياضة، وتحديدًا كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى.
العلامات التجارية الكبرى مثل Nike وAdidas، والتي تعتمد على التصنيع في دول مثل فيتنام والصين التي فرض عليها ترامب رسومًا جمركية، وجدت نفسها في مأزق. الرسوم الجديدة تعني ارتفاع أسعار الملابس والمعدات الرياضية، ما يؤدي إلى تقليل الطلب، ويضغط على الأندية الصغيرة والمتاجر وحتى الأكاديميات الرياضية في
الولايات المتحدة. والأسوأ من ذلك؟ الجماهير الأميركية تدفع أكثر مقابل نفس القميص!
حين تتحوّل كرة القدم إلى ضحية حروب الكبار:
كرة القدم ليست مجرّد لعبة، إنها اقتصاد ضخم، ونمط حياة. وعندما ترتفع تكاليف الإنتاج والاستيراد بسبب الرسوم، تنخفض الاستثمارات الأجنبية، تقل صادرات الأندية الأوروبية للسوق الأميركي، وتُصبح صفقات البث والمبيعات الإلكترونية أكثر كلفة. بل حتى المنتجات الرسمية للفرق العالمية، مثل "ريال مدريد" أو "مانشستر سيتي"، تصبح أغلى بكثير على المشجع الأميركي البسيط.
ولم تقتصر التأثيرات على المنتجات الرياضية فحسب، بل امتدت لتشمل مشاريع البنى التحتية الرياضية.
زيادة تكاليف مواد البناء مثل الصلب والألمنيوم، نتيجة للرسوم الجمركية، أثرت على خطط تطوير الملاعب والمنشآت الرياضية.
أما كرة القدم، فبقيت ضحية جانبية لصراعات الكبار، تُجلد تحت أقدام قرارات لا علاقة لها بالميدان... لكنها تنعكس عليه يومًا بعد يوم. فهل ستنجو اللعبة الجميلة من جنون الرسوم؟ أم ستكون إحدى الخسائر غير المحسوبة في كتاب اختراعات ترامب؟