ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أن "الفصائل المسلحة المدعومة من إيران لا تزال تلعب دورًا بارزًا في السياسة التي تُحدد مستقبل العراق. وتنضوي هذه الفصائل تحت مظلة قوة شبه عسكرية مسلحة تُسمى قوات الحشد الشعبي، والتي يتجاوز عدد أفرادها مجتمعةً نحو 200 ألف عنصر. وتلعب دورًا بارزًا في مساحة واسعة من العراق، من سهول نينوى قرب الموصل إلى محافظة الأنبار على الحدود مع سوريا. وتتزايد الدعوات إلى الحكومة لكبح جماح هذه الفصائل والحد من نفوذ إيران المتعاظم في البلاد، ومع ذلك، نادرًا ما تتلاشى الفصائل المسلحة بسهولة".
وبحسب الموقع، "في 7 نيسان، أفادت
وكالة رويترز أنها تحدثت إلى عدد من قادة الفصائل الذين أعلنوا
أنهم يدرسون نزع سلاحهم، وزعم التقرير أن ذلك يأتي "لتجنب غضب
ترامب". ويبدو أن الفصائل شاهدت قصف
الولايات المتحدة للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن منذ منتصف آذار، وتدرس الخطوة التالية لدورها في العراق. في الوقت عينه، أشار تقرير آخر لصحيفة التايمز إلى أن إيران ترسل صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى إلى الفصائل المسلحة. فهل يمكن أن يكون في كلا التقريرين شيء من الحقيقة؟ ربما تُرسل الفصائل رسائل إلى
وسائل الإعلام الدولية تُفيد بأنها تُفكّر في "نزع سلاحها"، وفي الوقت عينه، يتسلم بعضها أيضًا أسلحة هجومية".
وتابع الموقع، "على سبيل المثال، استخدمت فصائل مثل كتائب
حزب الله طائرات مُسيّرة لاستهداف جنود أميركيين، وأسفرت إحدى الهجمات عن مقتل ثلاثة وإصابة أكثر من أربعين جنديًا أميركيًا في الأردن في كانون الثاني 2024. وتُعدّ كتائب حزب الله وثيقة الصلة بالحرس الثوري الإسلامي في إيران، كما أنها جزء أساسي من قوات الحشد الشعبي. ولذلك، يصعب تحديد أين ينتهي دور إيران ويبدأ دور الحكومة العراقية من حيث
القيادة والسيطرة على الفصائل. رفضت كتائب حزب الله مزاعم نزع سلاحها، وهذا يُمهّد لمسار تصادمي محتمل في
المستقبل. قد ترضخ الفصائل للضغوط الأميركية بوضع أسلحتها في مستودعات عسكرية عراقية رسمية، بحيث يمكن مراقبة استخدامها. وتواجه الفصائل في العراق هذه الأسئلة المحورية في ظلّ مضي إيران قدمًا في محادثات غير مباشرة مع إدارة
دونالد ترامب، ويحدث هذا أيضًا في ظلّ شنّ الولايات المتحدة ضربات على الحوثيين، وفي ظلّ الضغوط على حزب الله في
لبنان لنزع سلاحه".
ورأى الموقع أنه "قد يتم الضغط على الفصائل في العراق لتقليص دورها كجزء من صفقة إيران مع الولايات المتحدة. من ناحية أخرى، يمكنها أيضًا المطالبة بإضفاء طابع مؤسسي على النظام العسكري
العراقي من خلال تشريعات مواتية وزيادة رواتب عناصرها. في الكونغرس، قدّم النائب جو ويلسون مشروع قانون في أوائل نيسان لوضع "استراتيجية مشتركة بين الوكالات لتحرير العراق من إيران". وسيقطع مشروع القانون التمويل عن الفصائل المسلحة، والتي يُصنّفها إرهابية، ويوقف المساعدات الأمنية للعراق حتى يتخذ خطوات لإزالة "الميليشيات العميلة المدعومة من إيران". وفي الواقع، لن تتخلى الفصائل وقادتها عن نفوذهم بسهولة. فقيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، والذي كان معتقلاً لدى القوات الأميركية في معسكر كروبر، وهو إرهابي مُدرج على قائمة
العقوبات، ألقى خطاباً في نهاية شهر رمضان، ادعى فيه وجود مؤامرة مدعومة من
إسرائيل لتقسيم سوريا والعراق. هذا هو نوع الخطاب الذي يجب مواجهته للضغط على جماعات مثل عصائب أهل الحق لتقليص دورها في العراق".
وختم الموقع، "نظراً لموقع العراق في المنطقة، تُشكّل الفصائل تحدياً متزايداً للاستقرار. على سبيل المثال، تُهدّد الأردن، الشريك
الغربي الرئيسي، كما يُمكن أن تُهدّد سوريا، حيث تُشكّل حكومة جديدة تسعى إلى
توحيد البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية. كما وأصبح لدى الفصائل الآن أسلحة بعيدة المدى تُهدد الأصول
العسكرية الأميركية ودول الخليج. لذلك، تقف الفصائل المسلحة عند مفترق طرق في المنطقة".