تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن المصدر الذي سرب خطط تل أبيب للهجوم على البرنامج النووي الإيراني، والأسباب الذي دفعته إلى ذلك.
وتناولت "جيروزاليم بوست" في تحليل تحت عنوان "من سرب خطط
إسرائيل لهجوم على البرنامج النووي الإيراني ولماذا؟"، ما نُشر في الإعلام الأميركي من تفاصيل دقيقة لم تُكشف سابقاً حول تراجع إسرائيل عن مهاجمة البرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتقول جيروزاليم بوست، إن
رئيسي الوزراء
السابقين نفتالي بينيت ويائير لابيد، إلى جانب
وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، منافسي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انتقدوا بشدة تلك القصة المسربة، وزعموا أن نتنياهو سرّبها لحماية نفسه من الهجمات السياسية لتصريحاته الحادة، وقلة تحركاته ضد
إيران خلال هذه الفترة.
ومنذ تشرين الأول 2024، دعا بينيت وليبرمان نتنياهو مراراً وتكراراً إلى مهاجمة المواقع النووية لإيران، بينما دعا لابيد نتنياهو سابقاً إلى ضرب حقول
النفط في
طهران.
وبمراجعة أسماء الصحافيين المشاركين في المعلومات التي تم تسريبها في "نيويورك تايمز"، هناك 5 أسماء، 4 أميركيين، وجاء بعدهم اسم المراسل
الإسرائيلي، رونين بيرغمان. ولذلك، تقول الصحيفة إن هذا يشير إلى أن معظم التقارير جاءت من تسريبات من مسؤولين أمريكيين، على الرغم من أن نتنياهو يسرب أحياناً معلومات مباشرة إلى صحافيين أميركيين.
هل سرب نتنياهو المعلومات؟
كذلك، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه إذا كانت أجزاء من تلك المعلومات قد صدرت عن نتنياهو، فهذا يُفسر عدم مهاجمته للبرنامج النووي الإيراني بتحميله الرئيس الأميركي
دونالد ترامب المسؤولية، وإذا كانت أجزاء من القصة قد صدرت عن مسؤولين أميركيين، فقد يكون ذلك لتوعية الرأي العام الأميركي بشأن المعضلات المعقدة المتمثلة في التفاوض مقابل مهاجمة إيران، ولإيصال رسالة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، والتي ربما تكون مزدوجة، بين إبلاغه بأن نهاية برنامجه النووي كان قريباً، وبين مدى قرب إسرائيل من مهاجمة هذا البرنامج في
المستقبل القريب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وتقول "جيروزاليم بوست" إنه من الجوانب اللافتة في المعلومات، فهو
النقاش المفتوح حول احتمال نشر قوات كوماندوز إسرائيلية على الأرض في إيران لتخريب المنشآت النووية تحت الأرض، وهو الأمر الذي لم يكن مألوفاً للعامة، إلا في الثاني من كانون الثاني من هذا العالم، عندما تم الكشف عن عملية الكوماندوز الإسرائيلية في
سوريا بالثامن من أيلول 2024.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذا التقرير قد يكون بدافع سياسي أناني من نتنياهو، حيث استخدم خطط حرب سرية مُحتملة في "التلاعب السياسي".
ويأتي هذا التقرير قبيل معلومات نُقلت عن مسؤول إسرائيلي مع مصدرين مطلعين قولهم إن إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية
الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، رغم أن الرئيس الأميركي
دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن
الولايات المتحدة غير مستعدة حاليا لدعم مثل هذه الخطوة.
وتقول المصادر إن الخطط تشمل مزيجا من
الغارات الجوية وعمليات للقوات الخاصة تتفاوت في شدتها، ومن المرجح أن تعوق قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية لأشهر أو عام أو أكثر.