أعلن الفاتيكان اليوم الإثنين وفاة البابا فرانشيسكو، أول زعيم من أميركا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية.
ومنذ تصريح الفاتيكان بالوضع الصحي "الحرج" للبابا فرانشيسكو بنهاية شباط الماضي، بدأت تظهر أسئلة حول آلية نقل البابوية، وأدوار هذا المنصب الديني المهم لدى المجتمع المسيحي، وعلاقته بالعالم.
وفي ما يلي، تأتي إجابات على أسئلة أساسية: من الذي يختار البابا؟ وما صلاحياته الدينية؟ ما هي واجباته اليومية؟
هل هناك نائب للبابا أو شخصية تتولى المنصب تلقائيا في حالة وفاته؟
في دولة الفاتيكان، لا يوجد نائب للبابا أو أي شخصية تتولى تلقائيا منصبه في حال وفاته أو استقالته. وخلال فترة "الكرسي الرسولي الشاغر" تُدار الكنيسة الكاثوليكية من قبل مجمع الكرادلة، حيث يلعب الكاردينال "الكاميرلينغو" دورا رئيسيا في إدارة الشؤون الزمنية لهذا الكرسي إلى حين انتخاب البابا الجديد.
وفي 14 شباط 2019، كانت
وكالة الأنباء الكاثوليكية قد أعلنت عن تسمية البابا فرانشيسكو للكاردينال الأيرلندي الأميركي
كيفين جوزيف فاريل، في منصب الكاميرلينغو (رئيس دائرة العلمانيين والأسرة والحياة، والأسقف السابق لمدينة دالاس) والذي يبقى المرشح المباشر لتفعيل مجمع الكرادلة.
ماذا يحدث فور وفاة البابا؟ ومن يدير شؤون الفاتيكان هذه الفترة؟
يتولى الكاردينال "الكاميرلينغو" مسؤولية التحقق رسميا من وفاة البابا، وختم شقته البابوية، وإدارة ممتلكات وحقوق الكرسي الرسولي خلال هذه الفترة. وتوضح هذه المسؤوليات في الدستور الرسولي "يونيفيرسي دومينيشي غريغيس" الذي أصدره البابا يوحنا بولس الثاني عام 1996، وتنص
المادة 17 من هذا الدستور على ما يلي:
- عندما يكون الكرسي الرسولي شاغرا، يكون من حق وواجب الكاردينال الكاميرلينغو، تحت سلطة مجمع الكرادلة، رعاية وإدارة الممتلكات والحقوق الزمنية لهذا الكرسي الرسولي.
- خلال فترة "الكرسي الشاغر" لا يملك مجمع الكرادلة سلطة إصدار المراسيم أو القرارات التي تخص البابا حيث يقتصر دورهم على الإدارة العادية والتحضير لانتخاب البابا الجديد.
- كذلك، تؤكد المادة الأولى من الدستور نفسه على أنه "خلال فترة شغور الكرسي الرسولي، لا يمتلك مجمع الكرادلة أي سلطة أو ولاية قضائية على المسائل التي تخص البابا".
- من الذي يختار البابا (بالانتخاب أم بالسن) وكيف يتم ذلك؟
يكون اختيار البابا بالانتخاب عبر مراحل:
أولا دعوة المجمع المغلق: يقوم الكاميرلينغو بإبلاغ الكرادلة بالكرسي الرسولي الشاغر ويدعوهم إلى عقد اجتماع، والذي يجب أن يبدأ بين اليوم الـ15 والـ20 بعد وفاة أو استقالة البابا. وتكون الدعوة لاختيار البابا الجديد لجميع الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاما، وذلك عبر الانتخابات.
ثانيا التحضير الروحي: تقام قداسات خاصة وجلسات صلاة وتأمل لطلب الهداية الإلهية في اختيار البابا المناسب.
ثالثا انعقاد المجمع المغلق: يجتمع الكرادلة الناخبون داخل كنيسة السيستين، حيث تجرى الانتخابات باختيار البابا الجديد، ويلتزم الكرادلة بالسرية التامة أثناء هذه العملية، معزولين عن العالم الخارجي، حتى انتهاء الاقتراع.
رابعا التصويت: تُجرى 4 جولات اقتراع يوميا (اثنتان صباحا واثنتان بعد الظهر). يتم حرق أوراق الاقتراع بعد كل جولة، ويشير الدخان الأسود إلى أن التصويت لم يُحسم، بينما يشير الدخان
الأبيض إلى انتخاب البابا الجديد. ويستمر المجمع المغلق حتى يحصل مرشح على أغلبية الثلثين.
خامسا إعلان انتخاب البابا: بمجرد انتخاب البابا الجديد، يوافق على تولي المنصب ويختار اسما بابويا، ثم يُعلن عن انتخابه للعالم باستخدام الصيغة التقليدية "هابيموس بابام" (لدينا بابا).
ماذا يحدث إذا استمر المجمع المغلق دون انتخاب البابا؟
إذا طال أمد المجمع دون انتخاب البابا، فإنه بعد عدد
معين من جولات التصويت الفاشلة، يمكن اتخاذ تدابير لتسهيل القرار، مثل تقليص عدد المرشحين أو
تغيير نسبة الأغلبية المطلوبة.
هل يمكن انتخاب أي رجل دين من الكنيسة لمنصب البابا، أم هناك معايير محددة؟
من الناحية النظرية، يمكن انتخاب أي شخص معمّد وغير متزوج لمنصب البابا، حتى لو لم يكن كاردينالا. ولا توجد معايير رسمية تفرض انتخاب البابا من الكرادلة فقط، لكن التقاليد والممارسات الحالية تميل إلى اختيار البابا من بين أعضاء مجمع الكرادلة.
وإذا تم انتخاب شخص غير كاردينالي، فيجب أن يُرسّم فورا أسقفا (أي قائدا دينيا مسؤولا عن منطقة كنسية "أبرشية") لأن الكاردينال هو أسقف يتم
تعيينه من قبل البابا، ويصبح جزءا من مجمع الكرادلة.
ما الواجبات اليومية الرئيسية للبابا؟
يقوم البابا بمهام يومية على رأسها إقامة القداس، والاجتماع بالقادة الدينيين والسياسيين، والإشراف على شؤون الكنيسة والفاتيكان، وإلقاء المواعظ، وإصدار الرسائل البابوية، بالإضافة إلى إدارة
القضايا اللاهوتية والإدارية.
ما صلاحيات البابا الدينية؟
يتمتع البابا، وفق نظام الفاتيكان، بصفة الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، بالسلطة الروحية العليا، والتي تتجلى في عدة صلاحيات رئيسية تتضمن التالي:
التعليم: البابا هو الحارس والمفسر الرسمي لإرث الإيمان، أي مجموعة الحقائق العقائدية للكنيسة. وهو مسؤول عن الحفاظ على العقيدة الكاثوليكية وشرحها ونشرها.
السلطة القضائية العالمية: يتمتع بسلطة رعوية مباشرة على جميع المؤمنين والأبرشيات في العالم، ويمكنه
التدخل في أي مسألة كنسية.
العصمة البابوية: عندما يُعلن البابا عقيدة تتعلق بالإيمان أو الأخلاق من على الكرسي الرسولي، يُعتبر معصوما عن الخطأ، وذلك وفقا للعقيدة التي تم تحديدها في مجمع الفاتيكان الأول.
تعيين الأساقفة: يمتلك البابا السلطة لتعيين الأساقفة المسؤولين عن قيادة الأبرشيات، لضمان وحدة الكنيسة واستمرارية رسالتها.
دعوة المجامع "المسكونية": يمكنه دعوة وترؤس المجامع المسكونية، وهي مجالس تجمع الأساقفة من جميع أنحاء العالم لاتخاذ قرارات مهمة بشأن قضايا الكنيسة الكبرى.
(الجزيرة نت)