ذكر موقع "
عربي 21"، أنّ وصول البارجة الأميركية
العسكرية الكبيرة "يو إس إس ماونت ويتني" على متنها قادة عسكريون من
واشنطن إلى ليبيا، أثار تساؤلات عدة حول طبيعة الدور الأميركي في البلاد سياسيًا وعسكريًا، والرسائل التي تسعى واشنطن لإيصالها محليًا وإقليميًا ودوليًا من خلال هذه الخطوة.
وفور وصول السفينة، طالبت السفارة الأميركية لدى ليبيا حكومة الدبيبة وقواتها
البحرية بتنظيم جولة في ميناء
طرابلس لنائب قائد الأسطول السادس للبحرية الأميركية جيفري أندرسون، إلى جانب عقد اجتماع مغلق على متن السفينة، ضم قادة عسكريين أميركيين ومسؤولين أمنيين وعسكريين من حكومة الدبيبة.
وجاءت هذه الزيارة قبل 48 ساعة فقط من مشاركة ليبيا في أكبر المناورات العسكرية "
الأسد الأفريقي 25"، بقيادة
الولايات المتحدة، والتي تستضيفها تونس خلال الفترة من 22 إلى 30 نيسان الجاري.
أما السفينة الأميركية فهي تدير عمليات الأسطول السادس، الذي يتخذ من مدينة نابولي
الإيطالية مقرًا له، وتُشرف على مجموعة واسعة من العمليات البحرية المشتركة بالتنسيق مع
حلفاء وشركاء دوليين ووكالات متعددة. وقد سبق أن شاركت السفينة في العمليات العسكرية ضد نظام القذافي عام 2011.
ورأت عضوة لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي بيعة بوراص، أن "زيارة السفينة الأميركية ماونت ويتني إلى موانئ طرابلس وبنغازي تمثل حدثًا بارزًا في سياق العلاقات الليبية–الأميركية، التي شهدت تحولات من التوتر إلى الانفتاح والتعاون".
وأكدت بوراص أن "هذه الزيارة تشير إلى رغبة أميركية واضحة في تعزيز الأمن الإقليمي، ودعم وحدة ليبيا، وتعميق التعاون الأمني، لا سيما في ملفات مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر.
وتأتي أيضاً في وقت يتزامن مع تجديد تفويض عملية "إيريني" الأوروبية حتى آذار 2027، ما
يعكس تناغمًا دوليًا لضمان الاستقرار في المتوسط، وفي ليبيا تحديدًا".
وأضافت: "مع ذلك، فقد تثير الزيارة جدلًا داخليًا، خاصة في ظل الانقسام السياسي وغياب الثقة بين
الأطراف الليبية، إذ قد تراها بعض الجهات شكلًا من أشكال
التدخل الخارجي أو الاصطفاف غير المتوازن".
وأشارت إلى أن "الزيارة تحمل أيضًا بعدًا جيوسياسيًا في ظل التنافس الدولي المتصاعد في ليبيا، سواء من خلال الحضور الروسي أو
التركي، أو عبر تمدد النفوذ الصيني في
أفريقيا. فهي رسالة واضحة لتأكيد الحضور والنفوذ الأمريكي في شمال أفريقيا، والدور الذي تلعبه أميركا في رسم مستقبل المنطقة".
وتابعت: "في المجمل، تعكس هذه الزيارة
التزام الولايات المتحدة بدعم الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا وشمال أفريقيا، في ظل تحديات متداخلة تتطلب تنسيقًا دوليًا وجهودًا ليبية موحدة"، بحسب تعبيرها. (عربي 21)