شهدت
إيران في السنوات الماضية عدة حرائق وانفجارات طبيعية أو متعمدة في منشآتها الاقتصادية، لكن حادث الانفجار الهائل، الذي وقع السبت في مرفأ "الشهيد
محمد علي رجائي" في جنوب البلاد المطل على
الخليج، والذي نجم عنه حريق ضخم لم يُسيطَر عليه بعد، لم يكن حادثًا عاديًّا.
وتزامن توقيت الحادث مع الجولة الثالثة للمفاوضات
الإيرانية العمانية في مسقط، مما دفع مراقبين إيرانيين إلى توجيه أصابع الاتهام إلى
إسرائيل. كما أن أهمية مكان الانفجار تبرز من كونه المرفأ الأكبر في إيران، ويعد شريان التجارة
الرئيسي للبلاد، سواء في وارداتها أو صادراتها.
وأسفر الحادث حتى الآن عن 14 قتيلًا وأكثر من 750 جريحًا و6 مفقودين، وفقًا لما أعلنه
وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني الذي أضاف أن الحريق لا يزال مستمرًّا وينتقل من حاوية إلى أخرى.
وتتحدث تقارير صحافية إيرانية عن أن الانفجار أسفر عن خسائر اقتصادية فادحة، لكن لا أرقام دقيقة حتى الآن عن حجم هذه الخسائر.
كذلك تُظهر الفيديوهات المتداولة عبر
وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي دمارًا واسعًا خلفه الانفجار في المنشآت الاقتصادية والإدارية في المرفأ.
بدورها، أعلنت
الجمارك الإيرانية أن الانفجار وقع في مخازن لحاويات مكدسة بالسلع الكيميائية.
أهمية ميناء الشهيد رجائي
يقع ميناء الشهيد رجائي الإيراني شمالي
جزيرة قشم ومضيق هرمز، على بعد 23 كيلومترًا من مدينة
بندر عباس في محافظة هرمزجان المطلة على الخليج.
ويُعد الميناء أكبر الموانئ الإيرانية، ويشكل بوابة التصدير والاستيراد للاقتصاد الإيراني وقلبه النابض.
وتأسس المرفأ عام 2005 على مساحة تبلغ 4800 هكتار (48 مليون متر مربع)، ويستقبل أكثر من 100 مليون طن من السلع سنويًّا، 55% منها للسلع التصديرية والمستوردة. يتم من خلاله 70% من عمليات النقل
عبر البحر، ويستقبل 90% من الشحنات بالحاويات.
ويعتبر ميناء رجائي ثاني أكبر الموانئ في المنطقة من حيث الطاقة الاستيعابية (6 ملايين حاوية)، بعد ميناء جبل علي
الإماراتي. تصل طاقة الميناء لاستقبال 4 آلاف سفينة وناقلة نفط، ويتم من خلاله أكثر من 53% من عمليات شحن السلع وتفريغها في البلاد.